responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعون حديثا المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 78

بيان ما لعلّه يحتاج الى البيان في هذا الحديث‌

[- في بيان معنى المعرفة]

من عرف اللّه: قال بعض الأعلام: أكثر ما تطلق المعرفة على الأخير من الإدراكين للشي‌ء الواحد إذا تخلّل بينهما عدم، بأن أدركه أوّلا ثمّ ذهل عنه ثمّ أدركه ثانيا فظهر له أنّه هو الذي كان قد أدركه أوّلا. و من هاهنا سمّي أهل الحقيقة بأصحاب العرفان لأنّ خلق الأرواح قبل خلق الأبدان كما ورد في الحديث‌[1]، و هي كانت مطّلعة على بعض الإشراقات الشهودية مقرّة لمبدعها بالربوبية كما قال سبحانه: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى‌[2] لكنّها لإلفها بالأبدان الظلمانية و انغمارها في الغواشي الهيولانية ذهلت عن مولاها و مبدعها، فإذا تخلّصت بالرياضة من أسر دار الغرور و ترقّت بالمجاهدة عن الإلتفات الى عالم الزور تجدّد عهدها القديم الذي كاد أن يندرس بتمادي الأعصار و الدهور، و حصل لها الإدراك مرّة ثانية، و هي المعرفة التي هي نور على نور.

عنّى نفسه: عنّى بالعين المهملة و النون المشدّدة أي أتعب، و العناء بالفتح و المدّ: التعب.

بآبائنا و امّهاتنا: هذه الباء يسمّيها بعض النحاة بالتعدية، و فعلها محذوف غالبا، و التقدير: نفديك بآبائنا و امّهاتنا، و هي في الحقيقة باء العوض نحو: خذ هذا بهذا، و عدّ منه قوله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌[3].

هؤلاء أولياء اللّه: هو استفهام محذوف الأداة، و يمكن أن يكون خبرا قصد به لازم الحكم و التأكيد في قوله 6:


[1] راجع بحار الأنوار: ج 61 ص 131 و الصفحات التي بعدها.

[2] الأعراف: 172.

[3] النحل: 32.

اسم الکتاب : الأربعون حديثا المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست