اشتهر الاحتجاج
في الكتب الكلامية على إثبات عذاب القبر بقوله تعالى حكاية عن الكفّار: رَبَّنا
أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا
فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ[2].
و تقرير
الاستدلال: أنّه سبحانه حكى عنهم على وجه يشعر بتصديقهم الاعتراف بإماتتين و
إحياءين، فإحدى الإماتتين في الدنيا و الاخرى في القبر بعد السؤال، و إحدى
الإحياءين فيه للسؤال و الآخر في القيامة.
و أمّا الإحياء
في الدنيا فإنّما سكتوا عنه لأنّ غرضهم الإحياء الذي عرفوا فيه قدرة اللّه سبحانه
على البعث، و لهذا قالوا: فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا أي بالذنوب
التي حصلت بسبب إنكار الحشر و الإحياء في الدنيا لم يكونوا فيه معترفين بذنوبهم.
قال المحقّق
الشريف في شرح المواقف: إنّ تفسير هذه الآية على هذا الوجه هو الشائع المستفيض بين
المفسّرين.
ثمّ قال: و
أمّا حمل الإماتة الاولى على خلقهم أمواتا في أطوار النطفة، و حمل الإماتة الثانية
على الإماتة الطارئة على الحياة في الدنيا و الحشر فقد ردّ بأنّ الإماتة إنّما
تكون بعد سابقة الحياة، و لا حياة في أطوار النطفة، و بأنّه قول شذوذ من
المفسّرين، و المعتمد هو قول الأكثرين إنتهى