و روى في هذا الباب
بطريق آخر أنّه 7 سئل عن هذه الآية فقال: و اللّه ما صلّوا لهم و لا
صاموا و لكن أحلّوا لهم حراما و حرّموا عليهم حلالا فاتّبعوهم[2].
و إذا كان اتّباع الغير
و الانقياد إليه عبادة له فأكثر الخلق عند التحقيق مقيمون على عبادة أهواء نفوسهم
الخسيسة الدنية و شهواتهم البهيميّة و السبعيّة على كثرة أنواعها و اختلاف
أجناسها، و هي أصنامهم التي هم عليها عاكفون، و الأنداد التي هم لها من دون اللّه
عابدون. و هذا هو الشرك الخفيّ، نسأل اللّه سبحانه أن يعصمنا عنه و يطهّر نفوسنا
منه بمنّه و كرمه.
ما تضمّنه هذا الحديث
من كون أهل تلك القرية في جبال من جمر توقد عليهم الى يوم القيامة صريح في وقوع
العذاب في مدّة البرزخ، أعني ما بين الموت و البعث. و قد انعقد عليه الإجماع، و
نطقت به الأخبار، و دلّ عليه القرآن العزيز، و قال به أكثر أهل الملل و إن وقع
الاختلاف في تفاصيله.
و الذي يجب علينا هو
التصديق المجمل بعذاب واقع بعد الموت و قبل الحشر في الجملة. و أمّا كيفيّاته و
تفاصيله فلم نكلّف بمعرفتها، و أكثرها ممّا لا يسعه عقولنا، فينبغي ترك البحث و
الفحص عن تلك التفاصيل