responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 3  صفحة : 253

انت و ينبغي ان يمكث قليلا بعد قيام الجماعة فان فيه فوائد و آداب له و لهم: منها ان كان في نفس احدهم بقايا سؤال تأخر و منها ان كان لأحد به حاجة قد صبر عليها حتى فرغ يذكرها له و منها عدم خفقان النعال خلفه و منها عدم ركوبه بينهم ان كان يركب و ينبغي ان ينصب لهم نقيبا فطنا يرتب الحاضرين و من يدخل عليه على قدر منازله و يوقظ النائم و ينبه الغافل و يأمر بسماع الدروس و الأنصاف اليها لمن لا يعرف و كذلك ينصب لهم رئيسا آخر يعلّم الجاهل و يعيد درس من اراد و يرجع اليه في كثير مما يستحي ان يلقى به العالم من مسئلة او درس فان فيه ضبطا لوقت العالم و اذا قام من مجلسه فينبغي له ان يقول سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد للّه رب العالمين و رواه جماعة من فعل النبي 6 و في بعض الروايات ان الثلاث آيات كفارة المجالس، و كما يستحب للعالم يستحب لكل قائم.

الفائدة السادسة في آداب المتعلم و هي أمور: أولها ان يحسن نيته و يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم و حفظه، و ان يغتنم التحصيل في أيام الشباب و قبل الإتسام بالعلم و الفضل، قال بعضهم تفقهوا قبل ان تسودوا و في الخبر مثل الذي يتعلم العلم في الصغر كالنقش على الحجر، و مثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء و هذا بإعتبار الغالب و لا ينبغي لمن كبر ان يمنع نفسه عن الطّلب فانّ فضل اللّه واسع، و قد اشتغل جماعة من السلف في حال كبرهم ففقهوا و صاروا أساطين في الدين و مصنّفين في الفقه و غيره.

و ثانيها ان يقطع ما قدر عليه من العوائق الشاغلة و العلائق المانعة عن تمام الطلب و كمال الإجتهاد و يرضى بما تيسر من القوت و بما يستر مثله من اللباس و ان كان خلقا، فبالصبر على ضيق العيش ينال سعة الحلم و يجمع شمل القلب عن متفرقات الآمال لينفجر عنه ينابيع الحكمة و الكمال، قال بعض السلف لا يطلب احد هذا العلم بعز النّفس فيفلح و لكن طلبه بذل النفس و ضيق العيش و خدمة العلماء أفلح، و قال بعضهم لا ينال هذا العلم الا من عطّل دكانه و خرب بستانه و هجر اخوانه و مات أقرب الى اهله فلم يشهد جنازته، و هذا كله و ان كان فيه مبالغة فالمقصود انّه لا بد فيه من جمع القلب و اجتماع الفكر، و بالغ بعض المشايخ لبعض تلامذته اصبغ ثوبك حتى لا يشغلك فكر غسله، و من أقوى موانع الطّلب للتزويج فينبغي تركه ايام التحصيل لأنه فلمّا يجتمع مع العلم حتى قال بعضهم ذبح العلم في فروج النساء، و عن ابراهيم بن أدهم من تعود أفخاذ النساء لم يفلح، يعني اشتغل بهن عن الكمال، و في المثل السائر لو كلّفت بصلة ما فهمت مسئلة، و لا يغتر الطالب بما ورد في النّكاح من التّرغيب فان ذلك حيث لا يعارضه واجب أولى منه و لا واجب أضيق من العلم سيّما في هذا الزمان فانّه كما قيل و ان وجب على الأعيان‌

اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 3  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست