صدقني غير اربعة سلمان
و ابو ذر و المقداد و الزبير و اما البيعة الاخرى فانه اتاني هو و صاحبه طلحة بعد
قتل عثمان فبايعاني غير مكرهين ثم رجعا عن دينهما مدبرين ناكثين مكابرين حاسدين
فقتلهما اللّه الى النار و اما الثلاثة سلمان و ابو ذر و المقداد فثبتوا على دين
محمد 6 الحديث.
اقول هذه
الاخبار تكشف لك عن اسباب تقاعده 7 و ان القولين السابقين كلاهما حقّ و
ذلك ان النبي 6 و ان امره بالتقاعد في زمن الثلاثة لكن ما
امره به الا بشرط عدم المعاون و لذا امره بالمجاهدة زمن معاوية لما يعلم من حصول
المظاهر و المعاون و لم يأمره النبي 6 بارتكاب المذلة و تحمل
المهانة، و لكن علم ان الصلاح في ترك منابذتهم تلك المدة.
و اما شجاعة
علي 7 فلم يكن بأشد من شجاعة النبي 6 و ما تقول من
وجوب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر بالنسبة الى علي 7 فنقول هو
بالنسبة الى النبي 6 اوجب فلم ترك منابذة الكفار بمكة و بعد
قدومه الى المدينة حتى قويت شوكته و حصل له المعين و قوي الاسلام، فعلي 7 انما ترك جهاد جماعة كانوا متجاهرين بالاسلام.
و اما النبي
6 فانما ترك جهاد اهل عبادة الاصنام فما توردون من الاعتراض
علينا بالنسبة الى قعود علي 7 فنحن نورده عليكم بالنسبة الى قعوده 6 و مما يوضح ما قلناه ان الحسين 7 كان من الشجاعة بمكان
لا يدانى فيه، كيف لا و قد سبق ان النبي 6 ورثه شجاعته و
سخاوته، و لما صار لطلب حقه و قلّت اعوانه و كثرت الاعداء عليه اصيب بتلك المصيبة
التي صدعت اركان الدين و زلزلت السموات و الارض، و هي كالحجة على ان عليا 7 انما قعد عن المنازلة لمثل هذا مع ان عليا 7 قد كان له قوة
الهية و بها قلع باب خيبر و قوة بشرية و لم يكن بها قادرا على كسر قرص الشعير
اليابس فبالنظر الى القوة الاولى قد كان قادرا لو لا تلك الموانع من ارتداد الناس
عن الدين و من جهة الوادئع التي كانت في اصلاب المرتدين و اما بالنظر الى القوة
الثانية فهو كغيره من افراد البشر يوصف بالعجز و نحوه.