و ما الجواب التفصيلي
فهو ان الناس انما قبلوا مبتدعات عمر و اصحابه لما قاله بعض المحققين من العارفين
بضلالة الضالين، فقال ان السبب في ذلك هو ان المنافقين و هم اكثر المسلمين قد كان
لهم طرف وافر من التعصب على اهل البيت عليهم السّلام لعلل و اسباب يطول شرحها و
كون اكثر البلاد انما فتحت في خلافة عمر، فلما خرجوا من الكفر الى الاسلام صادفوا
مبتدعات عمر المحدثة و لم يكونوا عالمين بسنن النبي 6 فتلقوا
سنن عمر رهبة و رغبة من نوابه، كما تلقنوا شهادة ان لا اله الا اللّه و ان محمدا
رسول اللّه فنشأ عليها الصغير و مات عليها الكبير و لم يعتقد اصحاب البلاد التي
فتحت ان عمر يقدم على تغيير شيء من سنن نبيهم، و لا ان احدا يوافقه على ذلك فأضلّ
عمر نوابه و اضل نوابه من تبعهم، فما اقرب وصفهم يوم القيامة بما تضمنه كتابهم اذ
تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الاسباب، و قال
الذين اتبعوا لو ان لنا كرّة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم اللّه اعمالهم
حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار.
و اما الاخبار
الموضوعة في مدائح المتخلفين و اضرابهم، فمن جملة اسبابه ما روى في كتاب سليم بن
قيس و هذا لفظه، و كتب معاوية الى ولاته في جميع الارضين ان لا يجيزوا لاحد من
شيعة علي و اهل بيته شهادة و لا لأهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه و
كتب الى عماله انظروا الى من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و اهل ولايته و الذين
يروون فضله و يتحدثون بمناقبه فادنوا مجالسهم و قربوهم و اكرموهم و شرفوهم، و
اكبوا اليّ بما يروي كل رجل منهم فيه بأسمه و اسم ابيه و ممن هو ففعلوا ذلك حتى
كثر في عثمان الحديث و بعث اليهم بالصلاة و الكسى و اقطع اكثرهم القطائع من العرب
و الموالي و كثروا في كل مصر و تنافسوا في المنازل و الضياع و اتسعت عليهم الدنيا
فليس احد يأتي على مصر او قرية فيروى في عثمان مناقبا و فضلا الا كتب اسمه و اعطى
عطايا جزئيلة ثم كتب الى عماله ان الحديث في عثمان قد كثر و فشا في كل قرية و مصر
و ناحية فاذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في ابي بكر و عمر فان
فضلهما و سوابقهما احب اليّ و اقرّ لعيني و ادحض لحجة اهل هذا البيت و اشدّ عليهم
من مناقب عثمان و فضله، فقرأ كل امير و قاض كتابه على الناس فاشتغل الناس بوضع
الروايات و المناقب و علموه غلمانهم و صبيانهم و تعلموه كما يتعلمون القرآن حتى
علّموه بناتهم و نسائهم و خدّامهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء اللّه.
ثم كتب نسخة
الى جميع عماله الى جميع البلدان ان انظروا الى من قامت عليه البينة انه يحب عليا
و اهل بيته فامحوه من الديوان و لا تجيزوا له شهادة، ثم كتب كتابا آخر من اتهمتموه
و لم