responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 256

النادمين و أتيت نبيك تائبا فطردني و زادني خوفا فاسألك باسمك و جلالك و عظمة سلطانك ان لا تخيب رجائي، سيدي و لا تبطل دعائي و لا تقنطني من رحمتك، فلم يزل يقول ذلك اربعين يوما و ليلة و يبكي له السباع و الوحوش، فلما تمتّ اربعون يوما و ليلة رفع يديه الى السماء و قال اللهم ما فعلت في حاجتي ان كنت استجبت دعائي و غرفت خطيئتي فأوح الى نبيك 7 و ان لم تستجب لي دعائي و لم تغفر لي خطيئتي و اردت عقوبتي فعجّل بنار تحرقني او عقوبة في الدنيا تهلكني و خلّصني من فضيحة يوم القيامة، فأنزل اللّه تبارك و تعالى على نبيه 6 و الذين اذا فعلوا فاحشة يعني لزنا او ظلموا انفسهم، يعني بارتكاب ذنب اعظم من الزنا، و هو نبش القبور و اخذ الاكفان، ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم، يقول خافوا فعجلوا التوبة، و من يغفر الذنوب الا اللّه، يقول اللّه عز و جل اتاك عبدي يا محمد تائبا فطردته فأين يذهب و الى من يقصد و من يسأل ان يغفر له ذنبا غيري، ثم قال عز و جل‌ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‌ ما فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ، يقول لم يقيموا على الزنا و نبش القبور و اخذ الاكفان، اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم و جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها و نعم اجر العاملين.

فلما نزلت هذه الاية على رسول اللّه 6 خرج و هو يتلوها و يبتسم فقال لاصحابه من يدلني على ذلك الشاب لتائب، قال معاذ انا ادلّك عليه يا رسول اللّه بلغنا انه في موضع كذا و كذا، فمضى رسول اللّه 6 باصحابه حتى انتهوا الى ذلك الجبل فصعدوا اليه يطلبون الشاب، فاذا هم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه الى عنقه قد اسوّد وجهه و تساقطت اشفار عينيه من البكاء، و هو يقول قد احسنت خلقي و احسنت صورتي فليت شعري ما ذا تريد بي أ في نارك تحرقني ام في جوارك تسكنني، و يقول اللهم انك قد اكثرت الاحسان اليّ و انعمت عليّ فليت شعري ما ذا يكون آخر امري الى الجنة تزفني ام الى النار تسوقني، اللهم خطيئتي اعظم من السموات و الارض و من كرسيك الواسع العظيم و عرشك العظيم فليت شعري تغفر لي خطيئتي ام تفضحني بها يوم القيامة، فلم يزل يقول نحو هذا و هو يبكي و يحثوا التراب على رأسه و قد احاطت به السباع و صفّت فوق راسه الطير و هم يبكون لبكائه فدنا رسول اللّه 6 فأطلق يديه من عنقه و نفض التراب عن رأسه و قال يا بهلول إبشر فانك عتيق اللّه من النار، ثم قال لاصحابه هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول، ثم تلا 7 ما انزل اللّه عز و جل فيه و بشرّه بالجنة.

فان قلت كيف اطمعه النبي 6 في قبول التوبة اولا و ان ذنبه قابل للغفران و ان كان اثقل من السموات و ما ذكر ثم لما ذكر ذنبه اعرض عن قبول توبته و طرده و منعه.

اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست