احد هذا الهيكل المحسوس
المعبّر عنه بالبدن و ثانيها انها القلب اعني العضو الصنوبري، اللحماني المخصوص، و
ثالثها انه الدماغ، و رابعها انها اجزاء لا تتجزئ في القلب و هو مذهل النظّام و
متابعيه، و خامسا انها الاعضاء الاصلية المتولدة من المني و سادسها انها المزاج، و
سابعها انها الروح الحيواني و يقرب منه ما قيل انها جسم لطيف سار في البدن كسريان
الماء في الورد و الدهن في السمسم و ثامنها انها الماء و تاسعها انها النار و
الحرارة الغريزية، و عاشرها انها النفس و حاي عشرها انها هي الواجب تعالى عما
يقولون علوا كبيرا، و ثاني عشرها انها هي الاركان الاربعة، و ثالث عشرها انها صورة
نوعية قائمة بمادة البدن و هو مذهب الطبيعين.
و رابع عشرها
انها جوهر مجرد عن المادة الجسمانية و عوارض الجسمانيات لها تعلّق بالبدن تعلق
التدبير و التصرف و الموت هو قطع هذا التعلق، و هذا هو مذاهب الحكماء الالهيين و
اكابر الصوفية و الاشراقيين و عليه استقر رأي المحققين من المتكلمين كالامام
الرازي و الغزالي و المحقق الطوسي و غيرهم من الاعلام و هو الذي اشارت اليه الكتب
سماوية و انطوت عليه الانباء النبوية و انقادت اليه الامارات الحسية و المكاشفات
الذوقية انتهى كلامه و الانصاف ان الروح و ان طوى عنّا الاطلاع على حقيقتها و لذا
قال الاكثر المراد من قوله 7 من عرف نفسه فقد عرف ربه انه لا يمكن
معرفة النفس كما لا يمكن معرفة الرب، لكن الذي اشارت اليه الكتب و الاخبار هو ما
قيل انه يتقرب من المذهب السابع و هو انها جسم لطيف سار في البدن و ليست مجردة.
قال في مجمع
البيان اختلف العلماء في ماهية الروح فقيل انه جسم رقيق هوائي متردد في مخارق
الحيوان و هو مذهب اكثر المتكلمين و اختاره الاجلّ المرتضى علم الهدى و قيل هو جسم
هوائي على بنية حيوانية في كل جزء منه حيوة، عن علي بن عيسى قال لكل حيوان روح و
بدن الا ان فيهم من الاغلب عليه الروح، و منهم من الاغلب عليه البدن، و قيل ان
الروح عرض ثم اختلف فيه فقيل هو الحياة التي يتهيأ بها المحلّ لوجود القدرة و
العلم و الاختيار، و هو مذهب الشيخ المفيد ابي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان
رضي اللّه عنه و البلخي و جماعة من المعتزلة البغدايين و قي هو معنى في القلب عن
الاسواري و قال بعض العلماء ان اللّه تعالى قد خلق الروح من ستة اشياء من جوهر
النور و الطيب و البقاء و الحياة و العلم و العلو أ لا ترى انه ما دام في الجسد
كان الجسد نورانيا يبصر بالعينين و يسمع بالاذنين و يكون طيبا فاذا خرج من الجسد
نتن و يكون باقيا فاذا فارقه الروح بلى و فنى، و يكون حيا و بخروجه يكون ميتا، و
يكون عالما فاذا خرج منه الروح لم يكن شيئا و يكون علويا لطيفا توجد به الحياة
بدلالة قوله تعالى في صفة الشهداء بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ و اجسامهم قد بليت في
التراب و لا يخفى ان اكثر هذه المذاهب التي نقلها الشيخ الطبرسي (ره) لم يتعرض
لنقلها شيخنا الشيخ بهاء الدين قدس اللّه