responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 170

العلم من الالواح السماوية، كما قاله جماعة من المفسرين فلما اراد خلقه ارسل جماعة من الملائكة الى الارض ليأخذوا من ترابها كما تقدم فلم يقدم على ذلك الفعل الا ملك الموت فأخذ قبضة من أديم الارض أي من وجهها و به سمى آدم و تلك القبضة من حلو الارض و ما لحها و سهلها و جبلها و خيرها و شرها و ذلك ليكون مواد مختلفة لانواع المختلفين (المخلوقين) من اولاد آدم فقال سبحانه لعزرائيل لما أجترأت على أخذ قبضة التراب من الارض فلتكن انت الذي تقبض ارواح آدم و اولاده الذين يخلقون من هذه التربة فأمر الملائكة و وضعوا ذلك التراب في المنخل و نخلوه فما كان لبابا صافيا أخذ لطينة آدم 7 و ما بقي في المنخل خلق اللّه منه النخلة، و به سميت لانها خلقت من تراب بدن آدم 7 و هي العجوة[1]

و من ثم قال النبي 6 اكرموا عماتكم النخل لانها اخت الاب و قد شابهت الانسان في اكثر الاحوال و قد كان آدم 7 يأنس بها في الجنة و لما نزل الى الارض و استوحش بمفارقة الجنة طلب من اللّه سبحانه ان ينزل النخلة التي كان يأنس بها فأنزلها عليه فغرسها في الارض و كان يأنس بها في حيوته، و لما قرب وفاته اوصى الى ولده ان يضع معه في قبره جريدة منها ليأنس بها في قبره فصارت سنة فيما بين الانبياء عليهم السّلام الى زمان عيسى 7 فندرست في زمن الفترة و احياها النبي 6 و قال انها ترفع عذاب القبر ما دامت خضراء، فاستعملها شيعة اهل البيت عليهم السّلام من ائمتهم و رواه الجمهور عن النبي 6 بطرق كثيرة منها:

انه قال 6 للأنصار خضّروا صاحبكم فما اقلّ المخضرين يوم القيامة قالوا و ما التخضير قال جريدة خضراء توضع من اصل اليدين الى اصل الترقوة[2] رأوا استعمال الشيعة له اقبلوا على انكاره و على كونه بدعة لانه صار شعار الروافض، و مما خلق من طينة آدم 7 الحمام و من ثم سنّ الشرع تربيته في البيوت و انه يطرد الشياطين و تدخل الملائكة الى ذلك المنزل و صارت تستعمل في حمل الرسائل فلما نخل ذلك التراب امر اللّه سبحانه فأمطر عليه الماء المالح اربعين صباحا ثم امطر عليه الماء الحلو اربعين صباحا حتى امتزج الطين و الماء الحلو و المالح فخمّر طينة آدم 7 تخميرا، حتى بقيت اربعين صباحا بين الطين و الماء الى هذا الوقت الخاص اشار النبي 6 بقوله كنت نبيا و آدم بين الطين و الماء ثم لما اكمل خلقه من الطين بقي شبحا ملقى في السموات بغير روح و لكن عزازيل الذي صار اسمه الشيطان بعد العصيان كان يمر على ذلك الشبح كل يوم‌


[1] في الحديث العجوة من الجنة قيل هي ضرب من اجود التمر يضرب الى السواد من غرس النبي ص بالمدينة و نخلها تسمى اللينة قيل اراد بذلك مشاركتهما ثمار الجنة في بعض ما جعل فيها من الشفاء و البركة بدعائه ص و لم يرد ثمار الجنة نفسها.

[2] الترقوة مقدم الحلق في اعلى الصدر حيثما يرتقي فيه النفس.

اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست