من لم يعصك من خلقك و
عمّار بلادك فبعث اللّه عز و جل اليها جبرئيل فأستقبلها بجناحه فردها الى موضعها،
و قال لها اخرجي على ما امرت به و اهلكي قوم عاد و من كان بحضرتهم و حينئذ فيجوز
ان يكون في الماء مثل ذلك كما لا يخفى.
و قال امير
المؤمنين 7 السحاب غربال المطر لو لا ذلك لافسد كل شيء وقع عليه و سأل
ابو بصير ابا عبد اللّه 7 عن الرعد أي شيء يقول، قال انه بمنزلة الرجل
يكون في الابل فيزجرها هاي هاي (ها هي ها هي خ ل) كهيئة ذلك قال قلت جعلت فداك فما
حال البرق قال مخاريق الملائكة تضرب السحاب فتسوقه الى الموضع الذي قضى اللّه عز و
جل فيه المطر، و قال 7 الرعد صوت الملك و البرق سوطه و روى ان الرعد
صوت ملك اكبر من الذباب و اصغر من الزنبور فينبغي لمن سمع صوت الرعد ان يقول سبحان
من سيبّح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و قد ذكر الحكماء للامطار و الرعد و
البرق اسبابا أخرى سيأتي ان شاء اللّه تعالى، و من الملائكة كتّاب الاعمال فأنه
سبحانه بمقتضى حكمته لضبط اعمال الخلايق و افعالهم و اقوالهم و كلّ على كلّ واحد
ملكين يكتبان اعماله كما قال سبحانه ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ
رَقِيبٌ عَتِيدٌ، فرقيب كاتب الحسنات على يمين المكلّف و عتيد كاتب السيّات معه على
يساره و سيأتي تمام الكلام فيهما ان شاء اللّه تعالى عند انوار المكلفين.
و من انواع
الملائكة ملائكة قد و كلّ اللّه كل واحد منهم بحراسة ابن آدم من التردي في الابار
او مواضع الهلاك او السباع، فاذا جاء الاجل بعّدوا عنه و قالوا أنت و هو و منهم من
وكّله اللّه سبحانه بحراسة ثمر الاشجاء و حمل النخيل عن الدواب و الافات و لذا كره
البول و الغايط تحت الاشجار المثمرة لمكان الملائكة، و من ثم قال الصادق 7 أ لا ترى ان للشجرة إنسا وقت الثمرة، و هذا الانس بالملائكة و منهم من
يسكن الهوى و من ثم ورد النهي من صاحب الشرع بكراهة تطميح البول في الهوى، و منهم
من يسكن المياه، و من ثم كره البول في الماء مطلقا، و كره ايضا دخول المياه بغير
ازار لمكان سكانه من الملائكة، و منهم جماعة ملازمون الابواب و المساجد يكتبون
اوّل داخل و آخر خارج، و منهم جماعة ورد في الروايات ان الانسان اذا اراد زيارة
مولانا الحسين 7 بعث اللّه اليه جماعة من الملائكة لاعانته على قضاء
حوائجه و يشيعونه ذهابا و ايابا، و يلازمون عتبة بابه اذا رجع و ثواب تقديسهم له،
فاذا مات لازموه في قبره للانس و خرجوا معه من قبره الى ارض القيامة.
و منهم من هو
بصورة الديك روى الصدوق طاب ثراه باسناده الى ابن عباس قال قال رسول اللّه 6 ان للّه تبارك و تعالى ديكا رجلاه في تخوج الارض السابعة و رأسه
عند العرش ثاني عنقه تحت العرش و ملك من ملائكة اللّه عز و جل خلقه اللّه تبارك و
تعالى رجلاه في تخوم الارض