و اما اخبار الائمة
الطاهرين عليهم السّلام فقد ورد في الرواية عن الصادق 7 ان وقت الطوفات
في ايام نوح 7 لما امر اللّه سبحانه السماء بماء منهمر انشقت السماء و
نزل الماء منها دفعة لا قطرة قطرة، فلما بلغ الطوفان كمال حدّه امر اللّه السماء
فأمسكت مائها، فتلايمت و اندملت فهذه المجرة هي اثر ذلك الاندمال، كالجرح الذي
يندمل و يبقى أثره.
و منها قوس
اللّه و تسميه عامة الناس قوس قزح تبعا للحكماء و المنجمين، و هو و ان كان عندهم
من كائنات الجو لا تعلق له بالسماء لكن لما كان في الشرع قد ذكر من السماويات
ذكرناها هنا و سببه على ما قالوه انه اذا وجد في خلاف جهة الشمس اجزاء مائية شفافة
صافية و كان وراءها جسم كثيف اما جبل او سحاب مظلم، ثم كانت الشمس في افق الاخر
فاذا ادبرنا على الشمس و نظرنا الى تلك الاجزاء و انعكس شعاع البصر عنها الى الشمس
فيرى في كل من تلك الاجزاء ضوءها دون شكلها، لانا نعلم بالتجرية ان الصقيل الذي
ينعكس منه شعاع البصر اذا صغر جدا ادّى الضوء و اللون دون الشكل فكانت تلك الاجزاء
على هيئة قوس مستضيئة اقلّ من نصف الدائرة، و بحسب ارتفاع الشمس ينتقص هذا القوس
لانتقاص الاجزاء التي تنعكس منها الاشعة البصرية الى الشمس من الطرفين و اما
اختلاف الوانها فقيل ان السبب فيه ان الناحية العليا منها لما قربت من الشمس قوى
فيها الاشراق فيرى احمر ناصعا و اما الناحية السفلى فلما بعدت عنها كانت اقلّ
اشراقا فيرى فيها حمرة الى سواد، و هو الارجواني و ما توسط بينهما فان لونه متولد
من ذينك اللونين و هو الكراسي هذا ما قالوه.
و اما الاخبار
الواردة فيه فهو من ان الصادق 7 سأل و قيل ما تقول في قوس قزح فقال
7 لا تقل قوس قزح فان قزح اسم الشيطان بل قل قوس اللّه، و لم يكن قبل
نوح 7 في السماء و ذلك انه لما ذهب الطوفان خاف نوح 7 من
طوفان آخر فأوحى اللّه عز و جل اليه يا نوح اني خلقت خلقي لعبادتي و امرتهم بطاعتي
فقد عصوني و عبدوا غيري و استوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم، و اني جعلت قوسا امانا
لعبادي و بلادي و موثقا مني بيني و بين خلقي يأمنون به الى يوم القيامة من الغرق،
و من أوفى بعهده مني ففرح نوح 7 بذلك و تباشر و كانت القوس فيها سهم و
وتر فنزع اللّه عز و جل السهم و الوتر من القوس و جعل امانا لعباده و بلاده من
الغرق، قال ابن الاثير في الحديث لا تقولوا قوس قزح فأن قزح من اسماء الشيطان قيل
سميّ به لتسويله الناس و تحسينه اليهم من المعاصي من التقزيح و هو التحسين، و قيل
من القزح و هي الطرايق و الالوان التي في القوس، الواحدة قزحة او من قزح الشيء
اذا ارتفع كأنه كرة ما كانوا عليه من عادات الجاهلية، و ان يقال قوس اللّه فيرفع
قدرها كما يقال بيت اللّه و قولوا قوس و امان من الغرق.