السماء الاولى كحلقة في
فلاة قيّ، و هذا كله و السماء الدنيا و من عليها و من فيها عند التي فوقها كحلقة
في فلاة قيّ و هاتان السماءان و من فيهما و من عليهما عند التي فوقهما كحلقة في
فلاة قيّ حتى انتهى الى السابعة و هنّ و من فيهن و عليهنّ عند البحر المكفوف عن
اهل الارض كحلقة في فلافة قيّ هذا السبع و البحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة في
فلاة قيّ، و تلا هذه الاية وَ
يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ و هذه السبع و البحر المكفوف و جبال البرد عند الهوى الذي
تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قيّ، و هذه السبع و البحر المكفوف و جبال البرد و
الهوى عند حجب النور كحلقة في فلاة قيّ و هذه السبع و البحر المكفوف و جبال البرد
و الهوى و حجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قيّ، ثم تلا هذه الاية وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ
الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، و هذه السبع و البحر المكفوف و جبال البرد و
الهوى و حجب النور و الكرسي عند العرشي كحلقة في فلاة قيّ، و تلا هذه الاية الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، و في رواية الحسن الحجب قبل الهوى الذي تحار فيه
القلوب، و اذا كان الحال على هذا المنوال فأين الملاصقة و المماسة و كيف نفوا
الخلاء بدلائلهم العقلية.
و قد روى ايضا
مستفيضا ان غلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام و منم بين السماء الى السماء كذلك ايضا،
و من هنا الى السماء الدنيا مثلها فكيف الملاصقة و الحال كما عرفت، و القيّ بكسر
القاف و التشديد المفازة الخالية من الماء و الكلاء، و قد ذهب الحكماء و متابعوهم
الى ان الافلاك غير ملونة.
و استدل عليه
رئيس المشككين في كتاب الملخص بدليلين الاول لو كانت الافلاك ملونة لحجبت الابصار
عن رؤية ما وراها فكان يجب ان لا نرى الكواكب الثاني الافلاك بسيطة و البسيط لا
لون له، و الجواب عن الاول على طريقتهم انا لا نسلمّ ان كل لون حاجب فان الماء له
لون و لذلك يرى و كذلك الزجاج و البلور و هما لا يحجبان، مع ان هذا الدليل لا يجري
في الفلك الاعظم و عن الثاني بمنع كلية الصغرى و ينقض كلية الكبرى بالقمر و اما
على طريقة الشرع فمنع الثاني ظاهر لان الاخبار على ما عرفت انما هي دالة على عدم
بساطة الافلاك بل على تركبها و تلونها كل سماء بلون كما في حديث امير المؤمنين
7 السابق.
و اما الاول
فلا نسلم ان الثوابت في الفلك الثامن فان في الاخبار ما ينافيه صريحا و ان بيننا و
بين الفلك الثامن جبالا و بحورا و اجساما كثيفة تمنع مما قالوه مع ان قوله عز من
قائل انا زيّنا السماء الدنيا بزينة الكواكب، و كذا قوله تعالى انا زَيَّنَّا
السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ جَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ، ظاهر في ان
هذه الكواكب انما هي في السماء الدنيا لا غير و مال الى هذا شيخنا البهائي (ره) و
كذا بعض مفسري الجمهور، و ما ذكره المنجمّون و الحكماء من ترتيب الكواكب في
الافلاك