يكون مسببة عن
الاعمال و الاخلاص فيها، و من ثم فصلت ضربة ابن عبد ودّ اعمال الامة الى يوم
القيامة، و لا خلاق في ان اعماله 6 قد فضلت اعمال الانبياء
فتكون مواهب اللّه سبحانه أزيد و أكثر و بالجملة اعتقادنا في هذه المسئلة هو ان
الصلوة على النبي 6 مما يعود نفعها الينا و اليه بما عرفت و
اللّه اعلم.
(خاتمة هذا النور في لعن المخالفين و
المتخلفين)
اعلم انه قد
ورد الخلاف هنا ايضا و هو ان المؤمن اذا لعن من يستحق اللعن من ظالمي اهل البيت و
غيرهم فهل يكون هذا اللعن مما يزيد في عذابهم ام ان اللّه سبحانه قد بلغ بهم الى
اقصى دركات العذاب بحيث يكون اللعن لا يزيدهم عذابا و انما يزيد المؤمن ثوابا، و
الاولى بل هو المستفاد من الاخبار هو اوضحية القول الاول، و ذلك ان رئيس الظالمين
هو ابليس اللعين و قد روى في وصف مجيئه الى يحيى بن زكريا انه قد كان على راسه
بيضة، فقال له يحيى 7 ما هذه البيضة التي على رأسك فقال بها أتوقى
لعنات المؤمنين، و ذلك ان كل لعنة تأتي اليّ منهم كالشهاب الثاقب فأتوقى منها بهذه
البيضة
و اما اخوته
الثلثة المتخلفون فمن اسباب تضاعف عذابهم بلعن اللاعنين هو ان اسباب ظلمهم و
جورهم، و ما أحكموه في زمانهم قد امتدّ الى يوم القيامة على كل المؤمنين و لو قلت
لك ان ظلمهم على آحاد المؤمنين أعظم منه على امير المؤمنين 7 لكان
قريبا من الصواب، و ذلك ان اشتباه الاحكام في هذه الايام و انتشار اعلام الجور و
انزواء الحق و اهله انما جاء من قبلهم، و كذلك استتار الائمة عليهم السّلام على ما
حققناه سابقا و هو الذي اثار الفتن و صدع اركان الدين ففي كل ساعة و في كل لحظة
يحصل للمؤمن الم من هذه الجهات فيلعنهم فيكون لعنه مقارنا لايذاء المتخلفون له
فكيف لا يكون سببا في مزيد عذابهم بل و لو من غير تذكر تألم لكان كذلك ايضا لمقارنته
لحالات الظلم، و من هذا قال الصادق 7 و اللّه ما اريقت محجمة دم في
الاسلام الى يوم القيامة الا و هي في اعناقهما.
و في الاخبار
ما هو اغرب من هذا و هو ان مولانا صاحب الزمان 7 اذا ظهر و أتى المدينة
اخرجهما من قبريهما فيعذبهما على كل ما وقع في العالم من الظلم المتقدم على
زمانيهما كقتل قابيل هابيل و طرح اخوة يوسف له في الجبّ و رمي ابراهيم في نار
نمرود، و اخراج موسى خائفا يترقب و عقر ناقة صالح و عبادة من عبد النيران، فيكون
لهما الحظ الاوفر من انواع ذلك العذاب.
و لعلك تقول ان
هذا ينافي العدل إذ هما لم يحضرا تلك الاعصار و لم يكونا من اسباب ما وقع فيها من
الظلم، كما كانا اسبابا لاستمرار الظلم بع زمانهم الى يوم القيامة فنقول هذا لا
ينافيه