responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 100

و من ذلك ما رواه ابو بكر بن مردويه الحافظ عندهم باسنادهم الى ابي سعيد الخدري ان النبي 6 يوم دعا الناس الى غدير خم امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ و ذلك يوم الخميس ثم دعا الناس الى علي 7 فأخذ بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس الى بياض إبط رسول اللّه 6 لم يتفرقا حتى نزلت هذه الاية الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، فقال رسول اللّه 6 اللّه اكبر على اكمال الدين و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلى 7 ثم قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أخذل من خذله الحديث و كذلك رواه ابو سعيد مسعود بن نصار الحافظ السجستاني و من ذلك ما رواه ابن المغازلي في كتابه ايضا باسناده الى ابي هريرة قال من صام يوم ثماني عشرة من شهر ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي 6 بيد علي بن ابي طالب فقال أ لست أولى بالمؤمنين من انفسهم، قالوا بلى يا رسول اللّه قال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة، فأنزل اللّه تعالى‌ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، و لو استقصينا الاخبار التي نقلها الجمهور في باب يوم الغدير لافضى الى تطويل الكتاب.

و اما التأويل فقد قاله اكثر محققيهم، و حاصله ان المولى قد ورد في اللغة لمعان منها الناصر، و منها المحب و منا الاولى من كل أحد كما يقال مولى العبد و حينئذ فقوله 6 من كنت مولاه فعلي مولاه أي من كنت ناصره فعلي ناصره فلا يستلزم الاولوية المطلقة و الجواب عن هذا ظاهر فان هذا القول منه 6 انما صدر بعد ان قال للناس أ لست اولى بكم من انفسكم كما في الروايات من العامة و الخاصة، و حينئذ فقوله 6 من كنت مولاه فعليّ مولاه منزّل على تلك الاولوية لانتظامها معها في سياق واحد مع ان هذا المعنى الذي قالوه لا يحتاج الى هذا التأكيد العظيم في ذلك الحر الشديد، و ليس هو من خصائص علي 7 لانه يجب على كل مؤمن ان يجب و ينصر من أحبه و نصره رسول اللّه 6.

و لو سلّمنا انه اراد الناصر كما زعمتم فالنصرة لا يمكنه اجراؤها الا اذا رجعت الامور اليه و كان هو الخليفة، حتى يتمكن من نصر من نصره النبي 6، و لا كان يدع عثمان يخرج ابا ذر من المدينة و يفعل ما فعل، و كذلك من تقدمه من المتخلفين و لكن باب التأويل واسع و لو فرضت ان النبي 6 نص على علي 7 بأصرح من هذه الالفاظ لامكن تأويلها، و حيث انجرّ الكلام الى هنا فلنذكر الصلوة على محمد و آله و كذا لعن اعدائهم.

اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست