اعلم أيها السالك الطالب، أن للّه تعالى بمقتضى اسم كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فى شَأْنٍ[1] في
كل آن شأنا؛ و لا يمكن التجلى بجميع شئوناته الاّ للانسان الكامل، فان كل موجود من
الموجودات من عوالم العقول المجردة و الملائكة المهيمنة و الصافات صفا، الى النفوس
الكلية الالهية، و الملائكة المدبرة و المدبرات أمرا و سلطان الملكوت العليا و
ساير مراتبها من الملائكة الأرضية، مظهر اسم خاص يتجلى له ربه بذلك الاسم؛ و لكل
منها مقام معلوم، منهم ركّع لا يسجدون، و منهم سجّد لا يركعون، لا يمكن لهم [له-
ظ] التجاوز عن مقامه و التخطى عن محله. و لهذا قال جبرئيل 7 حين سأله
النبى 6 عن علة عدم المصاحبة: لو دنوت انملة لاحترقت.
و أما أهل يثرب الانسانية و مدينة النبوة فلا مقام لهم، فلهذا صار
حامل الولاية المطلقة العلوية التي هي كل الشئون الالهية و صار