العزيز هو الغالب أو القوى أو الفرد الذي لا معادل له. و هو تعالى
عزيز بالمعنى الأول، كيف و هو غالب على كل الأشياء قاهر عليها، و جميع سلسلة
الوجود مسخرة بأمره، ما مِنْ دابَّةٍ الاّ هُوَ آخِذٌ
بِناصِيَتِها،[1] مقهور تحت
قهاريته بلا عصيان، مخذول تحت قدرته بلا طغيان، و له السلطنة المطلقة و المالكية
التامة و الغلبة على الأمر و الخلق، و حركة كل دابة بتسخيره، و فعل كل فاعل بأمره
و تدبيره.
و هو تعالى عزيز بالمعنى الثانى، فان واجب الوجود فوق ما لا يتناهى
بما لا يتناهى قوة. و ليس في دائرة الوجود قوى الاّ هو، و قوة كل ذى قوة ظل قوته و
من درجات قوته، و الموجودات بالجهة الفانية فيه و التدلية إليه و بجنبة «يلى
الربى» أقوياء، و بالجهات المنتسبة إلى أنفسها و جنبة «يلى الخلقى» ضعفاء: يا أَيُّهَا النّاسُ أنْتُمُ الْفُقَراءُ الَى اللّهِ