الرحمة الرحمانية مقام بسط الوجود، و الرحمة الرحيمية مقام بسط كمال
الوجود. فبالرحمة الرحمانية ظهر الوجود، و بالرحمة الرحيمية يصل كلّ إلى كماله
المعنوى و هدايته الباطنية. و لهذا ورد: يا رحمن الدّنيا و رحيم الآخرة، و الرحمن
بجميع خلقه، و الرحيم بالمؤمنين خاصّة.
فبحقيقة الرحمانية أفاض الوجود على الماهية المعدومة و الهياكل
الهالكة، و بحقيقة الرحيمية أفاض الكمال عليها، و طلوع دولتها في النشأة الاخرة
أكثر.
و في بعض الآثار: يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما. و ذلك باعتبار
ايجاد العشق الطبيعى في كل موجود للسير إلى كماله و التدرج الى مقامه، و في النشأة
الآخرة و بروز يوم الحصاد و ايصال كلّ إلى فعليته و كماله، من النفوس الطاهرة
الزكية و ايصالها إلى مقامات القرب و الكرامات و الجنّات التي عرضها كعرض السموات،
و من النفوس المنكوسة السبعية و البهيمية و الشيطانية و ايصالها إلى النيران و
دركاتها
اسم الکتاب : ترجمه شرح دعاى سحر المؤلف : فهري، سيد احمد الجزء : 1 صفحة : 237