أ لم ينكشف على سرّ قلبك و بصيرة عقلك أن الموجودات بجملتها من
سماوات عوالم العقول و الأرواح و أراضى سكنة الأجساد و الأشباح من حضرة الرحموت
التي وسعت كل شيء، و أضاءت بظلّها ظلمات عالم المهيات، و أنارت ببسط نورها غواسق
هياكل القابلات، و لا طاقة لواحد من عوالم العقول المجردة، و الأنوار الاسفهبدية،
و المثل النورية، و الطبيعة السافلة، أن يشاهد نور العظمة و الجلال، و أن ينظر الى
حضرة الكبرياء المتعال، فان تجلّى الغفار عليها بنور العظمة و الهيبة لاندكّت
انّيات الكل في نور عظمته و قهره جلّ و علا، و تزلزلت أركان السموات العلى، و خرّت
الموجودات لعظمته صعقا، و يوم تجلّى نور العظمة يهلك الكل في سطوع نور عظمته. و
ذلك يوم الرجوع التام و بروز الأحدية و المالكية المطلقة، فيقول: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ[1]
فلم يكن من مجيب يجيبه لسطوع نور الجلال و ظهور السلطنة المطلقة، فأجاب