قول الداعى: «اللّهمّ» أصله «يا اللّه». و اعلم أن الانسان هو الكون
الجامع لجميع المراتب العينية و المثالية و الحسيّة، منطو فيه العوالم الغيبية و
الشهادية و ما فيها، كما قال اللّه تعالى: وَ عَلَّمَ
آدَمَ الاسْماءَ كُلَّها.[1]
و قال مولينا و مولى الموحدين- صلوات اللّه عليه- على ما نقل:
أ
تزعم أنّك جرم صغير
و
فيك انطوى العالم الأكبر
فهو مع الملك ملك، و مع الملكوت ملكوت، و مع الجبروت جبروت. و روى
عنه و عن الصادق 8: اعلم انّ الصّورة الانسانيّة هى اكبر حجج اللّه
على خلقه، و هي الكتاب الّذى كتبه بيده، و هي الهيكل الّذى بناه بحكمته، و هي
مجموع صورة العالمين، و هي المختصر من اللّوح المحفوظ، و هي الشّاهد على كلّ غائب،
و هي الطّريق المستقيم الى كلّ خير، و الصّراط الممدود بين الجنّة و النار. انتهى.