responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 64

وتكون تلك الأصول هي المحلّ الذي لا ينحلّ فيبقى حافظاً لتلك الصور ومحافظاً عليها، فقد ناقشه بما محصّله: صاحب هذا القيل ذهب إلى أنّ محل الصور المتخيّلات جسمٌ بعض أجزائه أصول لا يطرأ عليها التحلّل والتغيّر وأخرى دواخل‌

يطرأ عليها ذلك، فالأصول محلّ للصور فلا ينحلّ لكي يسري إليها الانحلال المرفوض وجداناً، والدواخل للحفاظ على أصل لا يمكن القفز عنه وهو التغذية حيث يأخذ الجسم شيئاً من الغذاء ثم يطرح ما لا فائدة فيه.

وبهذا يكون قد أثبت لنا بزعمه‌جسمية الخيال الخازن للصور والمتخيّلات، لكنّه مجرّد زعم لا يقف أمام رصانة المناقشة التالية:

العلاقة بين الأصول والدواخل إما أن تكون علاقة اتحاد أو لا، وعلى الثاني أي هذا الجسم الذي يحتفظ بالصور والمتخيلات مؤلّف من أصول ودواخل غير متّحدة، فإما أن تكون الصورة التي في هذا الجسم منبسطة عليهما أو تحصل في كل جزء من هذه الأجزاء صورة خيالية على حدة، وكلاهما باطل؛ أما الأوّل: فإنّه يؤدّي إلى نقصان الصورة فيما إذا عرض التغيّر والانحلال للجزء الداخل، وهو خلف ما نجده حيث نستحضر تلك الصور

تامة لا نقص فيها، وأما الثاني: فلأنّه يوجب أن يكون المتخيّل من كل واحد اثنين، على أنّ أصل المبنى باطل وهو عدم الاتّحاد لأنّه خلاف واقع عملية التغذية التي تؤول إلى نحو من الاتّحاد بين الغذاء والمتغذي، وهذا معنى قول المصنّف (رحمه الله): على أنّ ذلك من الممتنع.

وأما على الأوّل: حيث يفترض الاتّحاد بين الأصول والدواخل‌

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست