responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 288

أناسٌ من طراز خاص؟

والجواب هو ما حملته على عاتقها هذه الفريدة، حيث بيّنت أنّ منشأ الإعجاز وأصله هو قوّة النفس التي تستحصل من تقوية العلّامة أي القوّة النظرية بحسب الطاقة البشرية، وتقوية التخييل حتى ينتزع البنطاسيا من هيمنة الحواس‌

عليه، وتقوية العمالة أي الجانب العملي من النفس، فإذا تمّ للإنسان ذلك أمكنه أن يقوم بأفعال لا يمكن أن يقوم بها غيره، ممَّن لم يصل إلى هذا المستوى من قوّة النفس.

وقبل الدخول في تناول هذه المفردات الثلاث للتقوية لابدّ من الإشارة إلى أصل موضوعي، وهو أنّ التصرّف في عالَم الطبيعة الخارجي إنما يتصوّر بنحوين:

النحو الأوّل: إنّ الذي قويت نفسه كالنبي 6 والولي ولضرورة من الضرورات يفعل الفعل متوسّلًا بالدعاء، فإذا دعا الله عزّوجلّ يوجد الفعل، فالفاعل هو الله تعالى لا النبي 6 ولا الولي 7، والفعل فعله تعالى مباشرة.

النحو الثاني: الفعل هو فعل مباشر لمَن قويت نفسه بإقدار منه تعالى، فكما أقدره على تحريك يده مثلًا فكذلك أقدره على تحريك مفردات من هذا العالَم‌

الخارجي، ولذلك قال: أنَا آتيكَ بِهِ‌[1]، ولم يقل: أنا أدعو الله ليأتيك به، ولعل الظهور حليف هذا النحو سيّما أنّه لا محذور عقلي فيه، والفريدة هذه مبنية عليه حيث يكون الذي قويت‌


[1] - النمل: 39.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست