غرر في سبب صدق الرؤيا وكذبها
النص
النوم حبس الروح في الدماغ مِن
حَصْرِ الرطوبات له فإن زُكنْ
غيب فذا بأن غدت مجتمعة
أنفسنا والأنفس المنطبعة
من السماوات أو ألواح أخر
فإنّ فيها كلّ شيء مستطر
ولا غشاء في المفارقات
فهي المرائي المتعاكسات
وإنّما الشواغل الحسّية
قد حجزت نفوسنا النورية
وموجب ارتفاع حجبها كَثُرَ
من ذلك النوم ومنه قد ظهر
صفاؤها الفطري وانضجارها
وموتها بالطبع واختيارها
فما رآها النفس نوماً قبلت
من ذلك العالَم حيث اتّصلت
فصورٌ تثبتها كُلّية
في قوّة التخيّل جزئية
لأنّ طبعها بدا محاكيا
بصور جزئية معانيا
ففي الخيال انطبعت فانتقشت
بنطاسيا بها فإذ ذا شوهدت
إذ الملاك في الشهود للصور
تمثل من أيّ صقع قد ظهر
والنقش في «البنطاسيا» كما حصل
من حسّ ظاهر كذا مما دخل