اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال الجزء : 1 صفحة : 235
النفوس" متناهية؛ «وذلك لكونها موجودة،
مترتّبة، مجتمعة، ولو كانت غير متناهية للزم اللاتناهي في الموجودات المترتّبة
المجتمعة وهو محالأما كونها موجودة؛ فلأنّه لو لم تكن موجودة للزم الجهل، مع أنّ
هذه النفوس عالِمة بحركاتها ولوازم حركاتها- ويرشد إليه المنامات
الصادقة وأخبار النبوّات الحقّة، بل عند شيخ الإشراق (قدس سره)
التذكّر من هناك[1]-، وأما
أنّها مترتّبة فلترتّب لوازمها التي هي صور الكائنات الخارجية، وأما أنّها مجتمعة،
فلأنّ المفروض علم النفوس الفلكية بجميعها، كيف، وإلّا يلزم جهل المبادئ إن لم تكن
عالِمة إلّا بالبعض»[2].
الحوادث التي بإزاء تلك النفوس غير متناهية، إذ الفيض غير منقطع،
وهذا ما سوف يأتي الكلام فيه في الغرر اللاحقة من هذه الفريدة. وهنا يقفز هذا
السؤال بإلحاح: كيف التوفيق بين تناهي النقوش المقتضية للحوادث وبين لاتناهي تلك
الحوادث؟ ... وبعبارة أخرى: كيف للعلوم والنقوش المتناهية أن تدبّر حوادث غير
متناهية؟
وقد أُجيب عن هذا السؤال بما يلي من
نظريات:
نظرية يوذاسف
يذهب هذا الفيلسوف التناسخي، إلى عودة أشباه وأمثال الأجسام بعد
انتهاء كرّة ودورة الفلك لتتعلّق عين الأنفس بها التي كانت متعلّقة في
[1] - شرح الأسماء للمصنّف( رحمه الله): ص 646،
انتشارات جامعة طهران.