اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال الجزء : 1 صفحة : 207
بإيراده مع شيء من التصرّف اختصاراً حيناً
وتوسعةً حيناً آخر.
تعلّق النفس بالبدن ذاتي وليس عرضياً، وقد تقدّم معنى التعلّق الذاتي
للنفس، حيث قلنا: إنّ تعلّق النفس بالبدن مأخوذ في هويّتها فلا يكون الشيء نفساً
من دون تعلّقٍ ببدن تدبّره.
تقدّم أيضاً في الأمور العامة من هذا الكتاب أنّ التركيب بين المادّة
والصورة تركيب اتّحادي لا انضمامي، وقد عرفت أنّ النفس صورة نوعية للبدن والبدن
مادّة لها، فيكون التركيب بين النفس والبدن اتّحادياً لا انضمامياً.
لكلٍّ من البدن والنفس حركة
جوهرية تواكب إحداهما الأخرى «فهما يخرجان معاً من القوّة إلى الفعل،
ودرجات القوّة والفعل في كلّ نفس معيّنة بإزاء درجات القوّة والفعل في بدنها
الخاصّ به مادام تعلّقها البدني»[1]، وهذه
المواكبة في الحركة والتكافؤ في الخروج من القوّة إلى الفعل إنّما هي وليدة ذلك
الاتّحاد بين النفس والبدن.
النتيجة
فلو أنّ نفساً خرجت عن بدن بعد بلوغها فعليةً ما- لاسيّما إذا كانت
فعلية شديدة- وتعلّقت ببدن لا فعلية له، فيلزم اتّحاد أمرين لا يتصوّر الاتّحاد
بينهما، سيّما الذي يكون بين النفس والبدن، وذلك لعدم التكافؤ بين المتّحدين، إذ
أحدهما- وهو النفس- ذو فعلية