اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال الجزء : 1 صفحة : 128
نظرية الأشاعرة
لا توجد أيّ رابطة بين المقدّمات والنتيجة، وإنما جرت عادته تعالى أن
يفيض النتيجة عند اجتماع المقدّمات، ولا شكّ أنّ هذا القول باطل؛ وذلك لأنّه
«مبتنٍ على إنكار العلّية والمعلولية بين الممكنات ولو على نحو الإعداد
والاستعداد. والأشعري قائل بأنّ عادة الله جرت في أن تحصل الحرارة من النار،
والبرودة من الجمد، وجاز أن تحصل البرودة من النار والحرارة من الجمد، وكذا الأمر
في مقدّمتي القياس وإنتاجهما، فإنّ سنّة الله وعادته جرت على حصول النتيجة عقيب
مجرّد تصاحب
المقدّمتين بلا دخل عليّة وإعداد منهما في ذلك»[1]،
بل جاز تخلّف النتيجة عنهما، وهذا ما يسمّى بالتوافي الذي يأتي في قبال التوليد
السالف الذكر، والأوّل قولٌ بالتفريط والثاني قولٌ بالإفراط.
نظرية المشّاء
لقد رأى اصحاب هذه النظرية أنّ إدراك الكلّي إنما يكون بالانتزاع من
الجزئيات ولكنّ العلم بالمقدّمات إنّما هو معِدٌّ يعدّ النفس إعداداً ما لكي يفيض
عليها العقلُ الفعّال العلمَ بالنتيجة، وكلما كان الإعداد متقناً كانت النتيجة
أقرب إلى مطابقة الواقع ونفس الأمر. فإذا ذهل الإنسان عمّا تلقّاه من ذلك العقل
المفيض فإنّه بالالتفات إليه ثانية يعلم بذلك العلم؛ لأنّ الصورة محفوظة في
خزّانها المناسب لها كما تقدّم شرحه عند التعرّض
للحواس الباطنة للنفس، ولكن إذا زالت هذه
[1] - شرح المنظومة للسبزواري، قسم المنطق، تعليقة آية
الله حسن زادة آملي، ص 290.
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال الجزء : 1 صفحة : 128