responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 557

الأموال، فأنا أقدم إليك فقري في جميع الأحوال، و إن كان الأقوياء قد قدموا إليك صالح الأعمال، فأنا أقدم إليك التضرع و الابتهال.

ما لي سوى فقري إليك وسيلة

فبالافتقار إليك ربي أضرع‌

ما لي سوى قرعي لبابك حيلة

فلئن رددت فأي باب أقرع‌

و أي نسبة لفقر العبد من غنى مولاه كما قال:

343- و كيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك.

لأنك غني عن الانتفاع بالمنافع، فأغننا بك عن الاحتياج إلى غيرك، حتى ألقاك بك لا بغيرك، إنك على كل شي‌ء قدير. روي أن شيخ أشياخنا القطب الجامع مولاى عبد السلام بن مشيش رضي اللّه تعالى عنه قال للشيخ أبي الحسن رضي عنه: يا أبا الحسن بم تلقي اللّه؟ قال: بفقري، قال له: و اللّه لئن لقيت اللّه بفقرك لنلقاه بالصنم الأعظم، هلا لقيته به؟ و كأنه رضي اللّه تعالى عنه دله على الزوال عن نفسه و عن كل ما ينسب إليها من فقر و غيره. قال الشيخ زروق رضي اللّه تعالى عنه: و يجاب عن أبي الحسن بأنه أراد بفقره حتى من فقره المنسوب إليه و هو الزوال، فإذا صح افتقاره من كل شي‌ء، فقد صح غناه باللّه عن كل شي‌ء، و إذا صح غناه باللّه فما يلقى اللّه إلا باللّه. قال الهروي رضي اللّه تعالى عنه: فقر العامة ترك الدنيا، و فقر الخاصة ترك الدنيا و الآخرة، و فقر خاصة الخاصة ترك الدنيا و الآخرة و النفس، انتهى. و إظهار هذه الأمور بين يدي العليم الخبير عبودية فقط، و لذلك قال:

344- أم كيف أشكو إليك حالي و هو لا يخفى عليك.

إذ محال أن يخفى عليك شي‌ء في الأرض و لا في السماء: وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‌ [طه: 7]، وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ‌

اسم الکتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم المؤلف : ابن عجيبة    الجزء : 1  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست