هو الذى سلم حضرات حقائق الوجود من لحوقها بالعدم، و منع المراتب من
اختلاط بعضها ببعض. و هذا الاسم اسم صفة. و صفته هى: السلامة. و هى:
عبارة عن تجليه تعالى فى سائر أسمائه و صفاته التى سلم بها حقائق
الوجود من مهالك العدم، و حفظ مراتبها من ورطة اختلاطها، و انبهام بعضها ببعض. فلا
يمنعه تعالى أن يسلم الحقيقة النارية فى الحقيقة المائية من ذهاب الأثر و العين.
و العكس كذلك. فهو السلام الذى يسلم الأشياء مما يهلكها و يتلفها.
[1] (*)( السلام) من أسماء التنزيه إذا حمل على وجه أن
العلم و درجاته، و الوجود و مراتبه فى براءة، و نزاهة، و تقديس، و طهارة، و سلامة
من الآفات العارضة لمراتب الكون.
و يصرف إلى القدرة على سلامة أرواح
حظائر قدسه من سمات النقص و إن حاز عليهم عقلا فهو ممتنع كشفا و علما. و إن حمل
على نفس السلامة لهم كان من أسماء صفات الأفعال.
أو حمل على التسليم عليهم فى دار
السلام كان من أسماء صفات الذات.
و السلام قول المسلم، و هو يفيد
قول المسلم للمقول عليه أمانا من سخط القائل ثم يتوسع المقول عليه باستمرار القول
و إزالة المانع فيصير قولا فياضا مفيدا حقيقة استفادته
و الجنة و ما فيها و من فيها سَلامٌ
قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ انظر كتاب الازل ص 114، 115. بتحقيقنا.
اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم الجزء : 1 صفحة : 81