و لما كان (صلّى اللّه عليه و سلم) علة لوجود العالم، و سببا
لرحمتهم، و واسطة بين اللّه و بينهم، (و إنما كان)[2]
له مقام الوسيلة فى الآخرة لأن الخلق توسلوا به إلى معرفة اللّه تعالى، (و توسلوا
به فى الوجود لأنهم خلقوا منه و توسلوا به فى كل خير ظاهر و باطن)[3].
فهو صاحب الوسيلة. و قد تكلمنا طرفا فى معنى كونه واسطة بين اللّه و بين الخلق و
أوضحناه فى كتابنا الموسوم:
(بالكهف و الرقيم فى شرح بسم اللّه الرحمن الرحيم)[4].
و يكفى فى هذا الباب هذا المقدار، من هذا الكتاب. و اللّه يقول الحق
و إليه المرجع و المآب.