responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم    الجزء : 1  صفحة : 342

وصل‌

اعلم‌ أنّا ذكرنا مضاهاة الإنسان للعوالم كلها، و ليس القصد من ذكر ذلك كله، إلّا لتعلم أن العالم صورة، و الإنسان روح تلك الصورة.

و تحقق فهم ما أشار إليه (محى الدين بن العربي) رضى اللّه عنه، فى قوله مشيرا إلى أبى سعيد الخزار[1]، و هو وجه من وجوه الحق و لسان من ألسنته.

فيعلم أن ذلك عبارة عنك، و أنك عين المسمى بذلك الاسم بالوجوه و الحقيقة، بالمجاز و التبعية الحكمية.

و لا على سبيل اللإلحاق و النسبة بالرجوع إلى أهل أو فرع بل لما كانت فيك حقائق لا تصل إلى معرفتها وضع لك ذلك الاسم و ليس له مسمى سواك. فأول ذلك هو أن تعقد بقلبك و قالبك أنك مسمى ذلك الاسم الأعظم، ثم تشهد تلك الصفات الكمالية بكمالها، على سبيل الملك و المرتبة، لا على سبيل الحكم و المجاز.

فإذا استقام قلبك على هذا العقد، و انتفى عنك الريب، و الخناس و زال الشك و الالتباس. فإنك سوف تجد تلك الأوصاف فيك شهودا وجوديا عيانيا. فإذا صح لك ذلك رجعت إلي تفصيل ذلك للأمر الإجمالى بفتق ما أريتوه من الأمر فى المشهد الأول، فتأخذ فى التعين بكل اسم و صفة على حد ما هو عليه. فإذاتم لك ذلك تنفتح عليك أبواب المناظر الإلهية، الغيبية الشهودية، فيقع لك ضرورة الشهود بجميع ما كتب عقدك عليه، قلبك حتى تجده بكليتك فتحصل لك فى هذا المقام لذة عظيمة تخرجك عن الحد البشرى لوجودك مالك من الكمالات وجود تستغرق بلذاته جميع ذاتك، ثم تنتقل بعد ذلك إلى المشاهد الحقيقة، و ذلك هو المعبر عنه بحق اليقين. فأول ما تشرع فى عمل ما اقتضته الصفات الكمالية التى بك، فلا تزال‌


[1] - سبقت الإشارة إليه، و إلى الشيخ الأكبر ابن عربى.

اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست