responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم    الجزء : 1  صفحة : 334

درّة يتيمة في لجة عظيمة

اعلم‌ وفقك اللّه لمعرفة نفسك، و أخرجك من ضيق رمسك أن باطنك لما كان مغيبا عنك، و كان فيه أمور غريبة و نكات عجيبة تغرب عنك لجلالة قدرها، و لا تكاد تفهمها للطافة أمرها، لأنها بالكلية منافية لامر ظاهرك. جارية على أسلوب بخلاف ما تعلمه من نفسك.

أقاموا لك فلانا فى الظاهر اسما ليس له مسمى، ثم وصفوه لك بما عرفوه من أوصافك فيك حتى تثبت أولا أن مثل هذه الأوصاف توجد فى موجود من الموجودات. فإذا دلّوك عليك عرفتها من نفسك. ثم دلّوك على باطنك فقالوا إنك نسخة من فلان المذكور بتلك الأوصاف، أو أن فلانا نسخته منك فأنت و لو أنكرت ذلك من نفسك لعدم معرفتك بك فإن تلك الأوصاف ليست إلّا لك. أفتراك إذا غفلت عن مثل تلك الأشياء الموجودة فيك، و رحلت عن هذه الدار، و لم تعرفها حقيقة المعرفة ما كنت إلّا خاسرا.

و لو أعطيت من الوجود ماذا عسى أن تعطه فإن الجمال المنفصل عنك كالأموال و الأولاد، و أمثالهما ليس كالجمال المتصل بك من حسن الخلقة و شرف النسب و جمال الهيبة، و كمال مكارم الأخلاق.

لأن الجمال الذى هو عبارة عن وجودك هو الباقى لك، و ما سواه فلابد من مفارقته. فمن لا يحصّل ما فيه من الكمالات فإنه أنقص الناقصين. و افهم هذه الإشارة و اعرف هذه العبارة، و تأمل فى فلان تعرف ما أردنا به إن وفقك اللّه سبحانه و تعالى.

فاللّه. اللّه فى معرفة أوصاف فلان، و فى طلبها منك بطرحه لابك، بجعله‌

اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست