responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم    الجزء : 1  صفحة : 324

السؤال الثانى:

كيف يكون العالم عين الحق تعالى، و هو: أعنى العالم. متغير على الدوام. فالقول بأن العالم عينه يفضى إلى الحكم بالتغيير علي اللّه.

الجواب: قد بيّنا أن مثال العالم بالنسبة إلى الحق تعالى مثال الصورة المتخيلة في ذهنك، المفروضة أنها غيرك بالنسبة إليك فهل ترى التغيير الواقع بتلك الصورة راجع إليك من حيث حقيقتك، أم راجع إلى ذلك المتخيل المفروض، و أنت على ما أنت عليه قبل ظهوره فى خيلتك، و عند تصوره و بعد ذواله.

و أيضا فإن وجود ذلك التغيير اللاحق بذلك المفروض المتخيل غير حقيقى، لأن وجود ذلك المفروض نفسه وجود مجازى غير حقيقى. إذ لا استقلال له إلّا من حيث الفرض. فصفاته أيضا كذلك. فتغييره مجازى. فلا يلحق ذلك التغيير إلّا بتلك الصورة، لأنه صفتها، و لا يلحق بالشخص المتصور (أسم فاعل).

و إذا قد عرفت هذا علمت أن العالم متخيل الوجود ليس له حقيقة وجود.

فجميع أوصاف العالم كذلك مجاز ليس له حقيقة وجود. لأنها موهومة متخيلة، و اللّه تعالى حقيقتها.

فكل تغيير ينسب إلى العالم فإنما هو مجاز، و اللّه تعالى منزّه عن ذلك التغيير، على أنه نفس العالم. هذا المحسوس، و المعلوم، و الظاهر، و الباطن.

فسبحانه ما أوسعه.

ثم إنه تعالى لمّا توجه لخلق العالم منه كما ذكرنا خلق روحا كليا سمّاه:

حضرة الجمع و الوجود، لكونه جامعا لحقائق الوجود.

و سمّاه: القلم الأعلي. لا نبعاث صور الموجودات منه كما تنبعث صور الكلمات من القلم الكتابى.

اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست