فإنه صلّى اللّه عليه و سلم كان متصفا بذلك. فلولا لطفه لما عرج على السماء بجسده حتى بلغ للعرش، و هذا غاية اللطف.
و إنما فقد سرى بلطفه فى الموجودات. حتى أنه عيّنها. و قد ذكرنا آنفا ما يدل على ذلك.
و الدليل على ذلك قوله تعالى لرسوله صلّى اللّه عليه و سلم:
وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[1].
يعنى: ما أنت فظ غليظ القلب. بل أنت لطيف رحيم.
* و أمّا اسمه:
الخبير
. فقد كان صلّى اللّه عليه و سلم متصفا بالصفة الخبيرية و قد سماه اللّه خبيرا فى كتابه العزيز فقال:
فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً[2].
يعنى محمدا صلّى اللّه عليه و سلم. و قد ذكر ذلك فيما سبق.
الحليم
. فقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم متصفا بصفة الحلم غاية الاتصاف و حقيقته بحيث أن شهد له العالم بأسره.
و قد روت «عائشة»، رضى اللّه عنها، فى حديث تقول فى آخره:
«و ما انتقم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لنفسه إلّا أن تنتهك حرمة اللّه فينتقم للّه بها[3].
و روى أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما كسرت رباعتيه، و شجّ وجهه شق ذلك على
[1] - الآية رقم( 159) من سورة آل عمران مدنية.
[2] - الآية رقم( 59) من سورة الفرقان مكية.
[3] - حديث:( ما انتقم رسول لنفسه قط إلّا أن ...)