. فإنه صلّى اللّه عليه و سلم كان متحققا بالرحمانية لسريان وجوده في
جميع الموجودات، لأنه هيولي العالم، و الدليل علي ذلك أن اللّه خلق العالم منه فهو
صلّى اللّه عليه و سلم سار في جميع الموجودات سريان الحياة في كل حي. فهو حياة
العالم، و هو الرحمة العظمي التي عمّت الموجودات، لما ذكرناه في شرح اسمه الرحمن.
إن رحمته عامة محيطة، و لذلك قال اللّه تعالي في حقه:
وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ[2].
فما اختص برحمته مؤمن عن كافر، و لا سعيد عن شقي بل عمت رحمته
الوجود؛ أعلاه و أسفله. و لنا دليل مجازي علي تحققه بالرحمانية، و هو ما ورد عنه
في حديث الإسراء:
أنه صعد حتي بلغ محلا توقف عنه جبريل ثم ارتقي حتي صعد العرش.
و قد علمت إنما هو مستوي الرحمن. فصعوده علي العرش عبارة عن تحققه
بالرحمانية صلّى اللّه عليه و سلم.
* أمّا اسمه:
الرحيم
. فقد ورد النص بذلك، و قد سبق بيانه في أول الكتاب.