اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم الجزء : 1 صفحة : 182
الاسم الثالث و السبعون أسمه «الأول»
هو الذى وجوده بنفسه، فلا يتوقف وجوده على غيره و بذلك صحّت له
الأولية. فإنه كلما [كان] وجوده يتوقف على وجود غيره فليس هو بأول.
و الوجود المخلوق جميعه متوقف على وجود الحق تعالى. فالوجود الخلقى
متأخر عن مرتبة الأولية فهى للّه وحده. و قد علمت مما مضى أن أوليته تعالى لذاته
لا لنسبة المخلوق إليه.
فإن طائفة زعموا أن أوليته بنسبة المخلوق، و ليس كذلك. بل أوليته
للاقتضاء الكمالى الذى هو له فى نفسه. فلو احتاج فى شىء من صفات الكمال إلى غيره
لم يكن كاملا بالذات .. و هذا معنى لا يفهمه إلّا الأفراد الكمّل المقدسون عن
الانحصار بالقيود العقلية. و الحدود القياسية.
و للقائل أن يقول إن الأول لا يعرف إلّا بالآخر لأنهما اسما إضافة.
فلابد من وجود الواسطة و هو المخلوق لتصح تلك الإضافة، و حينئذ لم يستحقها إلّا
بنسبة وجود المخلوق.
الجواب: إن الأولية و الآخرية و لو كانا من
أسماء الإضافة لا يستلزما وجود المخلوق لوجودهما. لأنه هو الأول و الآخر و لا يلزم
من وجود الأولية إلا وجود الآخرية، و لا يلزم من وجود الآخرية إلّا وجود الأولية.
فلا يلزم من وجودهما وجود واسطة
اسم الکتاب : الكمالات الالهية فى الصفات المحمدية المؤلف : الجيلي، الشيخ عبدالكريم الجزء : 1 صفحة : 182