responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 139

فالثقة بهم دائمة لدوام المحبة منهم و ان انضاف الى المحبة هيبة أكدت دوامها و أيدّت قوتها و اذا كان الأمر كذلك فيجب على كل عاقل ان يبدأ اولا في حال صحته بالأفضال و الاحسان الى اهله و خدمه لتصح له منهم المحبة و الشفقة و ليثق منهم بالقبول منه و الطاعة له و النصيحة و عنه مرض ان عرض له فغير تمييزه و أزال هيبته عنهم و بعد ذلك فليأمرهم بالقبول من طبيبه و ليثق منهم بالطاعة له و الشفقة عليه، و من فروع هذا الباب المقدم ذكره ان الانسان اذا استعمل العدل مع اهله و خدمه علمهم استعمال العدل معه عند حاجته اليهم و اذا أفضل عليهم و أحسن اليهم و ظهر لهم منه المحبة و الشفقة دعاهم ذلك الى الشفقة عليه و المحبة له و تعلموا من افعاله بهم ما يعملونه معه. و مثال ذلك من أعتل له خادم فدعا له بطبيب حاذق ليدبره فلم يثق في إصلاح أدوية مريضه ذلك بأحد من سائر أهله و خدمه بل تولى تدبيره هو بيده او من يثق به بحضرته و اقبل على الاستفهام من الطبيب جميع ما يحتاج ان يفهمه منه من أمر الدواء و الغذاء و جعل يواظب على تعرف مصالح المريض و يقوم بها أتم قيام حتى يبرئ خادمه من مرضه فليس يشك عاقل في ان فاعل ذلك مع خادمه مع ما[1] قد اكدّ له من الحمد و الثناء و الشكر فانه قد علّم خادمه كيف يخدم المرضى في امراضهم و اول من يحظى بذلك منه هو نفسه ان مرض او من يعنيه أمره ممن في منزله لانه ان كان ذلك الخادم ذا نفس زكية، و طبع محمود كانت منزلته فيما عومل به منزلة ما بذر في الارض النقية الزكية التي لا يضيع فيها بزر فهو لذلك يحفظ ما علمه و يتذكر ما عومل به ليقابل الجميل بمثله و المحبة بمثلها بل بأكثر منها و يستعمل من الخدمة ما يعلمه. فأما من رام الكفاية و القيام بالخدمة الموافقة التامة من اهله و خدمه من دون الكفاية لهم و القيام بمصالحهم الموافقة الكاملة و التبصر لهم علما و عملا فقد رام المحال و التمس الممتنع و ما امثاله الا كمن رام الحظ الجيد من (....) فلم يقدم باصلاحه. و لقد رأيت من الناس اناسا دخل عليهم اصناف‌[2] من الضرر من خدمهم و أهلهم بسبب جهلهم بما ذكرناه فمن ذلك أني رأيت رجلا كان به ذات الجنب فصحّ مرضه و نفث جميع ما كان في صدره و زال حمله و استقام نفسه فأمرته بصب الماء و منعته من بعض الاغذية فلما رأيته من غد وجدته قد حمّ و قد جدت به أعراض رديئة فلما بحثت عن سبب ذلك عرفني بعض من يهمه أمره أنّ ام ولده اطعمته ما نهيته عنه فعند


[1] وردت في الاصل( معما) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( اصنافا) و الصحيح ما اثبتناه.

اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست