responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 126

لضرورة تدعو الطبيب الى تعرفه بمساءلة[1] المريض عنه او من يخدم المريض.

و مثال ذلك ان طبيبا دخل الى المريض فوجده يسعل و نفسه عليه ضيقا و حس شريانه فدلّ على انه محموم‌[2] و قد كان معلوما عند الطبيب ان العلامات الخاصة بمرض ذات الجنب‌[3] هي اربعة، هذه الثلاثة التي وجدها بهذا المريض و الرابعة هي لحس يجده المريض في جنبه و لأن الحس ليس يظهر بالجس و لا يجوز له ان يقطع على وجوده من جهة العلامات الثلاثة المقدم ذكرها ان كان هذا عرض قد تعرض لغير ذات الجنب فلذلك وجب ضرورة ان يسأل الطبيب لذلك المريض هل يجد نخسا ام لا فان اجتمع وجود نخس الجنب مع السعال و ضيق النفس و الحمى فقد صحّ ان المرض ذات الجنب فحينئذ ينبغي للطبيب ان يأخذ في البحث عن السبب المحدث لهذا المرض ليصح له اي شي‌ء من انواع ذات الجنب هو و بعد ذلك يأخذ في علاجه. و هذا المسلك ينبغي للطبيب ان يسلك من تعرف ساير حالات الأبدان ليثق الأصحاء و المرضى بتدبيره و يستسلمون في يديه و ما ذكرناه و ان كان بيّنا فان قول الجليل بقراط يزيده بيانا. قال بقراط: أني أرى انه من افضل الأمور ان يستعمل سابق النظر، فقوله سابق النظر يدخل تحت تقدمة المعرفة بجميع ما يحتاج اليه الطبيب من اعمال الطب و بتقدمه معرفته بذلك يبين فضله و حذاقته و لان تقدمة المعرفة تضم ثلاثة أصول و هي معرفة ما تقدم و معرفة ما هو حاضر و معرفة ما هو كائن فلذلك قال بقراط ايضا في المقالة الاولى من كتابه الذي عنونه بأبيديميا هذا القول، قال: و ينبغي ان يخبر بما تقدم و يعلم ما هو حاضر و ينذر بما هو كائن. قال: و ينبغي ان يدرس هذه الاشياء كما سيتبين ذلك في الباب الذي يصف فيه محنة الطبيب. و بعدما قدمته مما لا بد للطبيب من علمه في استخراج علم الحالات فاني أتبع ذلك بتعريف الطبيب المداخل و المبدأ الذي منه ينبغي ان يبدأ في تعرف الحالات و أجعل الكلام في تعرف حالات المرض ليكون أبين و انفع فأقول ان بعد معرفة الظاهر من العلامات و الأعراض للحواس ينبغي للطبيب ان يجعل له مبدأ ثانيا و هو ما يتشكاه المريض او ما يذكره من يخدمه من شكاواه و أوجاعه او يتخذ ذلك أصلا للمساءلة و متى لم يفعل ذلك بقي مدهوشا متحيرا لانه لا يدري عما يسأل عنه. و مثال‌


[1] وردت في الاصل( مسائلة) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( محموما) و الصحيح ما اثبتناه.

[3] ذات الجنب- هو التهاب غلاف الرئة، و السعال اهم اعراضه.

اسم الکتاب : أدب الطبيب المؤلف : الرهاوي، اسحق بن علي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست