responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 88

و قد كان سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: لا يكمل الفقير حتى يكون ليلا و نهارا كأن أهوال القيامة نصب عينيه لأجل أن يستعد لها من هذه الدار، و كان رحمه اللّه تعالى كثيرا يقول: من أراد هدوء السر في القبر فلا يجعل له سريرة يفتضح بها يوم القيامة و ما دام له سريرة سيئة فالرعب من لازمه إلى أن يبعث من قبره مرعوبا، و لذلك كان لقمان 7 يقول لابنه: يا بني كما تنام كذلك تموت و كما تستيقظ كذلك تبعث فاعمل عملا صالحا لأجل أن تنام و تستيقظ كالعروس و لا تعمل سوءا فتنم و تستيقظ مرعوبا كالمجرم الذي طلبه السلطان ليسفك دمه.

و كان أويس القرني رحمه اللّه تعالى يقول: استعمل الخوف في هذه الدار فإنه أنجى لك من العذاب، و كان سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: اعمل لنفسك و لا تعول على غيرك من صاحب و شيخ فإن لكل منهم يومئذ شأنا يغنيه، وصف أعمالك من الرعونات فإن نورها يوم القيامة على قدر إخلاصك فيها و اعلم أنه لا يستضي‌ء منافق في نور مؤمن كما لا يستضي‌ء الأعمى بنور البصير، و كان كعب الأحبار رضي اللّه عنه يقول: من أغلق بابه و عصى اللّه تعالى و استحيا من المخلوقين دونه عز و جل حاسبه اللّه تعالى حسابا شديدا و وبخه توبيخا منكرا ثم نظر إليه نظر الغضب و يقول لملائكته خذوه فيبتدره ألف ملك أو يزيدون و يسحبونه على وجهه، قال: فيتفتت في أيديهم فانظر يا ابن آدم هل وقعت في ذلك و تشفع بأنبياء اللّه و رسله عسى أن يغفر لك لأجل من استشفعت بهم.

و كان الربيع بن خيثم رحمه اللّه تعالى يقول لنفسه: كيف بك يا ربيع إذا حملت الأرض و الجبال فدكتا دكة واحدة، و قد كان أبو عمران الجوني رحمه اللّه تعالى يقول:

إن البهائم إذا رأت ما يصنع ببني آدم يوم القيامة تقول الحمد للّه الذي لم يجعلنا من بني آدم، و كان يحيى بن معاذ رحمه اللّه تعالى يقول: لا تكن ممن يفضحه الميزان و الحساب يوم القيامة فقد بلغني أن أهل الجمع يعضون كلهم أناملهم خجلا و حياء من اللّه تعالى، كل واحد حزنه على قدر ما فرط في جنب اللّه.

و قد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: يسهل اللّه تعالى على العبد طلوع روحه بقدر ما ذاق من الغصص في مرضاة اللّه تعالى، فقلت له يا سيدي إن الأنبياء عليهم الصلاة و السلام أكثر الناس بلاء و مع ذلك فقد ورد أن أحدهم يشدد عليه المرض و غيره، فقال: تشديد المرض على الأكابر قد يكون تعظيما لأجورهم لا علاقة دنيوية تجذبهم إليها بل لا يجوز حملهم على ذلك و بعضهم يصعب عليه طلوع روحه لأجل‌

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست