و كان صهيب العابد رقيقا لامرأة بالبصرة و
كان يقوم الليل كله فقالت له سيدته يوما: إن طول القيام بالليل يضرك بخدمتك
بالنهار، فقال لها: ماذا أصنع و إذا ذكرت جهنم طار نومي، و كان أزهر بن مغيث رضي
اللّه عنه يقول: رأيت ليلة حوراء من أجمل النساء، فقلت لها من أنت؟ فقالت: لمن
يقوم الليل في ليالي الشتاء، و كان العلاء بن زياد يقوم الليل كله فقالت له امرأته
ألا تستريح لك لحظة؟ فأطاعها فأتاه آت في منامه و أخذ بمقدم شعر رأسه و قال: قم
فصل و لا تضع حظك من عبادة ربك فقام فوجد تلك الشعرات واقفة فلم تزل واقفة حتى
مات، و نام إبراهيم بن أدهم ليلة في بيت المقدس فسمع صوتا من جانب الصخرة يقول:
قيام الليل يطفئ لهب النار و يثبت الأقدام على الصراط فلا تتساهل في قيام الليل
فما تركه بعد ذلك حتى مات.
فاعلم ذلك يا أخي و اعمل به، و الحمد للّه رب العالمين.