responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 3

بسم اللّه الرّحمن الرحيم‌

مقدمة المؤلف‌

الحمد للّه رب العالمين و أصلي و أسلم على سيدنا محمد و على سائر الأنبياء و المرسلين و على آلهم و صحبهم أجمعين، و أقول سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

و بعد ...

فهذا الكتاب نفيس صغير الحجم كبير القدر. ضمنته جملة صالحة مما كان عليه السلف الصالح. من صفات معاملتهم مع اللّه تعالى، و مع خلقه و حررته على الكتاب و السنة تحرير الذهب و الجوهر و ذلك بحسب فهمي حال التأليف فهو كالكتاب المسمى المنهاج للإمام النووي في الفقه.

فكما أن علماء العصر يفتون الناس بما فيه و ما حوى من الترجيحات كذلك علماء السلف الصالح من الصحابة، و التابعين، و العلماء العاملين- رضي اللّه عنهم أجمعين- أو بما منّ اللّه تعالى علي بالتخلق به أوائل دخولي في طريق محبة القوم خوفا أن يقول بعض المتعنتين كيف يأمرنا فلان بالتخلق بأخلاق القوم و هو نفسه لم يقدر على هذه الأخلاق فلذلك صرحت بكثير من الأخلاق التي منّ اللّه تعالى بها عليّ دون أقراني بقولي و هذا خلق غريب لم أجد من تخلق به في هذا الزمان غيري، تنبيها للسامعين على تخلقي به.

و إنني ما دعوتهم إلى التخلق به إلا بعد تخلقي به. و لو لا ذلك لكان الأولى بنا كتم ذلك عن الإخوان كبقية أعمالنا التي لم نر من يطلب الاقتداء بنافيها إذ لا فائدة في إظهار الأعمال إلا لأحد شيئين:

إما ليقتدي الناس بالعبد فيها، و إما ليظهرها من باب الشكر للّه تعالى لا غير و كأن لسان حالي يقول لكل متعنت انظر يا أخي في أخلاقي فما وجدتني يا أخي متخلقا به فتخلق به، و ما بقى لك عذر، و ما لم تجدني متخلقا به فعذري عذرك فيه.

و كثيرا ما أكرر الخلق مرارا بعبارات مختلفة اقتداء بالقرآن العظيم، و بصحيح الإمام البخاري و غيره من كتب الأدلة و بياثا للاعتناء بشأن ذلك الخلق و كثرة تساهل الناس بتركه كما أقول في بعض الأوقات و هذا الخلق قد صار غريبا في هذا الزمان و لا أعلم أحدا من أقراني تخلق به غيري إشارة لقلة من تخلق به من الأقران لا ازدراء للإخوان كما قد يتوهم- معاذ اللّه- أن أقصد مثل ذلك.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست