responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 29

على ما اكتسبه من المال يقول أعطيته لإبراهيم فيرجع يوم القيامة الظالم على بذلك.

و لكن من جمعه فهو أولى بتعريفه، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى يقول: مكتوب فى التوراة يقول اللّه تعالى: قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة و من عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك و توبوا إلى أعطفهم عليكم.

و كان عبد الملك بن مروان رحمه اللّه تعالى يقول لرعيته أنصفونا يا معاشر الرعية تطلبون منا أن نسير فيكم سيرة أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما و لا تسيرون أنتم بسيرة رعاياهما فنسأل اللّه أن يعين كل واحد منا على صاحبه، و كان ابن السماك رحمه اللّه تعالى يقول: كما ابتليتم بالأعمال التي لا ترضى ربكم و قلتم إن اللّه تعالى قدر ذلك فأقيموا العذر لولاتكم فإن اللّه تعالى هو المقدر عليهم ما ظلموكم به فإن أحدهم يود أن لا يظلم أحدا منكم، و لكن أعمالكم هي السبب في ظلمكم، قال: و لما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى بكى ثم خير نساءه و جواريه و قال: قد أتاني أمر شغلني عنكن فلا أتفرغ لكن حتى يفرغ الناس من الحساب يوم القيامة، فبكى عند ذلك أهل بيته حتى ظن جيرانهم أنه مات عندهم أحد.

و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: لقد أدركنا العلماء و هم يرون جلوسهم في بيوتهم أفضل، فصاروا اليوم وزراء الأمراء و قهارمة الظلمة، و قد سئل عطاء بن أبي رباح رحمه اللّه تعالى عن شخص يكتب بقلمه عند الأمراء لا يجاوز ما جعلوه له من الرزق، فقال عطاء: أرى أن يترك ذلك أما سمع قول موسى عليه الصلاة و السلام: [رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين‌]، و كان وهب بن منبه رحمه اللّه تعالى يقول: إذا هم الوالي بالجور أدخل اللّه النقص في أهل مملكته حتى في الأسواق و الأرزاق و الزروع و الثمار و الضروع و في كل شي‌ء، و كان أبو ذر رضي اللّه عنه يقول سيأتي على الناس زمان تكون أعطيتهم من الولاة أثمان أديانهم.

و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: من تبسم في وجه ظالم أو وسع له في المجلس أو أخذ من عطائه فقد نقض عرا الإسلام، و كتب من جملة أعوان الظلمة و المراد بعرا الإسلام هذا مخالفة قواعد السلف، و قد كان طاوس رحمه اللّه تعالى يكثر الجلوس في بيته، فقيل له في ذلك، فقال: إنما اخترت ذلك لحيف الأئمة و فساد الرعية و ذهاب السنة، فإن من فرق بين ولده و العبد في إقامة الحق فهو جائر، و كان ميمون بن مهران رحمه اللّه تعالى يقول: لم يكن أحد أحب إليّ من عمر بن عبد العزيز، و لأن أراه ميتا أحب إليّ من أن أراه ولي‌

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست