على ما اكتسبه من المال يقول أعطيته
لإبراهيم فيرجع يوم القيامة الظالم على بذلك.
و لكن من جمعه فهو أولى بتعريفه، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه
تعالى يقول: مكتوب فى التوراة يقول اللّه تعالى: قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني
جعلتهم عليه رحمة و من عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك و
توبوا إلى أعطفهم عليكم.
و كان عبد الملك بن مروان رحمه اللّه تعالى يقول لرعيته أنصفونا يا
معاشر الرعية تطلبون منا أن نسير فيكم سيرة أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما و لا
تسيرون أنتم بسيرة رعاياهما فنسأل اللّه أن يعين كل واحد منا على صاحبه، و كان ابن
السماك رحمه اللّه تعالى يقول: كما ابتليتم بالأعمال التي لا ترضى ربكم و قلتم إن
اللّه تعالى قدر ذلك فأقيموا العذر لولاتكم فإن اللّه تعالى هو المقدر عليهم ما
ظلموكم به فإن أحدهم يود أن لا يظلم أحدا منكم، و لكن أعمالكم هي السبب في ظلمكم،
قال: و لما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى بكى ثم خير نساءه
و جواريه و قال: قد أتاني أمر شغلني عنكن فلا أتفرغ لكن حتى يفرغ الناس من الحساب
يوم القيامة، فبكى عند ذلك أهل بيته حتى ظن جيرانهم أنه مات عندهم أحد.
و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: لقد أدركنا العلماء و هم
يرون جلوسهم في بيوتهم أفضل، فصاروا اليوم وزراء الأمراء و قهارمة الظلمة، و قد
سئل عطاء بن أبي رباح رحمه اللّه تعالى عن شخص يكتب بقلمه عند الأمراء لا يجاوز ما
جعلوه له من الرزق، فقال عطاء: أرى أن يترك ذلك أما سمع قول موسى عليه الصلاة و
السلام: [رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين]، و كان وهب بن منبه رحمه
اللّه تعالى يقول: إذا هم الوالي بالجور أدخل اللّه النقص في أهل مملكته حتى في
الأسواق و الأرزاق و الزروع و الثمار و الضروع و في كل شيء، و كان أبو ذر رضي
اللّه عنه يقول سيأتي على الناس زمان تكون أعطيتهم من الولاة أثمان أديانهم.
و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: من تبسم في وجه ظالم أو
وسع له في المجلس أو أخذ من عطائه فقد نقض عرا الإسلام، و كتب من جملة أعوان
الظلمة و المراد بعرا الإسلام هذا مخالفة قواعد السلف، و قد كان طاوس رحمه اللّه
تعالى يكثر الجلوس في بيته، فقيل له في ذلك، فقال: إنما اخترت ذلك لحيف الأئمة و
فساد الرعية و ذهاب السنة، فإن من فرق بين ولده و العبد في إقامة الحق فهو جائر، و
كان ميمون بن مهران رحمه اللّه تعالى يقول: لم يكن أحد أحب إليّ من عمر بن عبد
العزيز، و لأن أراه ميتا أحب إليّ من أن أراه ولي