مأمورا بها في كل شريعة، و قد كان شيخنا
سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى أكثر استشهاده لشريعتنا بما في الزبور من
القوارع و الزواجر و كثيرا ما يخاطب اللّه تعالى فيه نبيه داود عليه الصلاة و
السلام و المراد بذلك غيره نظير ذلك قوله تعالى لنبينا محمد صلى اللّه عليه و سلم: [لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ][1]، و [يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ][2] و نحو
ذلك.
فكان الشيخ رحمه اللّه تعالى يقول لنا: إياكم أن تجالسوا المغتابين
أو تصاحبوا النمامين فقد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود
طوبى لمن لا يقف في مواقف الخطائين و لا يجلس في مجالس المستهزئين و لا يجالس
المغتابين و لا يصاحب النمامين، يا داود من ذكر عيوب الناس أو هم أن يذكر عيوبهم
فضحته على رءوس الأشهاد يوم القيامة، يا داود من غض طرفه و صان فرجه و حفظ لسانه
فهو عندي من المقربين، و قد سمعته رحمه اللّه تعالى يقول لبعض العلماء يا أخي عليك
بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فإن ذلك من زكاة العلم.
فقد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود إذا ترك
العلماء الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ذهبت الهيبة منهم و صارت في السفهاء و
الأشرار، طوبى للمنفردين من الناس الصامتين عن عيوبهم، طوبى لمن ترك فراشه في
الليل و قام يناجيني في شدة البرد و الناس نائمون تحت لحفهم، طوبى لقوم عظموني و
لم ينظروا إلى الفروج الحرام خوفا مني، يا داود أهون ما أنا صانع بالزناة أن أذهب
بهجة النضارة من وجوههم و أمحق بركة عمرهم، يا داود قل لبني إسرائيل تغفلون عني و
الأقلام جارية لا تغفل، و قل للذين أغلقوا أبوابهم و أرخوا ستورهم عند المعاصي إني
لو شئت أهلكتهم و خسفت بهم الأرض، يا داود قل لبني إسرائيل يخافوني ألبس وجوههم
الهيبة و القبول، و أجعل عدوهم تحت قدمهم كالكبش تحت السكين، يا داود علامة من
أحببته أن يقل كلامه و يكثر استغفاره، يا داود غض طرفك عن حرم المؤمنين تأتك الدنيا
و هى راغمة. يا داود قد أحاط شخصى بالزناة الذين يفسدون حرم المؤمنين، يا داود قل
لبني إسرائيل لا يعصوني سرا و يجعلوني في أعينهم أهون من عبادي فإني أعذبهم
بالنار.
(و قد سمعته) رحمه اللّه تعالى كثيرا يقول: ربما كانت النعم على
العبيد استدراجا لهم فقد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود
قل للعقلاء يخافون مني إذا