responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 259

مأمورا بها في كل شريعة، و قد كان شيخنا سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى أكثر استشهاده لشريعتنا بما في الزبور من القوارع و الزواجر و كثيرا ما يخاطب اللّه تعالى فيه نبيه داود عليه الصلاة و السلام و المراد بذلك غيره نظير ذلك قوله تعالى لنبينا محمد صلى اللّه عليه و سلم: [لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ‌][1]، و [يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ‌][2] و نحو ذلك.

فكان الشيخ رحمه اللّه تعالى يقول لنا: إياكم أن تجالسوا المغتابين أو تصاحبوا النمامين فقد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود طوبى لمن لا يقف في مواقف الخطائين و لا يجلس في مجالس المستهزئين و لا يجالس المغتابين و لا يصاحب النمامين، يا داود من ذكر عيوب الناس أو هم أن يذكر عيوبهم فضحته على رءوس الأشهاد يوم القيامة، يا داود من غض طرفه و صان فرجه و حفظ لسانه فهو عندي من المقربين، و قد سمعته رحمه اللّه تعالى يقول لبعض العلماء يا أخي عليك بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فإن ذلك من زكاة العلم.

فقد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود إذا ترك العلماء الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ذهبت الهيبة منهم و صارت في السفهاء و الأشرار، طوبى للمنفردين من الناس الصامتين عن عيوبهم، طوبى لمن ترك فراشه في الليل و قام يناجيني في شدة البرد و الناس نائمون تحت لحفهم، طوبى لقوم عظموني و لم ينظروا إلى الفروج الحرام خوفا مني، يا داود أهون ما أنا صانع بالزناة أن أذهب بهجة النضارة من وجوههم و أمحق بركة عمرهم، يا داود قل لبني إسرائيل تغفلون عني و الأقلام جارية لا تغفل، و قل للذين أغلقوا أبوابهم و أرخوا ستورهم عند المعاصي إني لو شئت أهلكتهم و خسفت بهم الأرض، يا داود قل لبني إسرائيل يخافوني ألبس وجوههم الهيبة و القبول، و أجعل عدوهم تحت قدمهم كالكبش تحت السكين، يا داود علامة من أحببته أن يقل كلامه و يكثر استغفاره، يا داود غض طرفك عن حرم المؤمنين تأتك الدنيا و هى راغمة. يا داود قد أحاط شخصى بالزناة الذين يفسدون حرم المؤمنين، يا داود قل لبني إسرائيل لا يعصوني سرا و يجعلوني في أعينهم أهون من عبادي فإني أعذبهم بالنار.

(و قد سمعته) رحمه اللّه تعالى كثيرا يقول: ربما كانت النعم على العبيد استدراجا لهم فقد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود قل للعقلاء يخافون مني إذا


[1] -سورة الزمر: الآية 65.

[2] -سورة الأحزاب: الآية 1.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست