responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 206

السنة على صحة توبة العبد من القتل و من أخذ المال بلا حق و من شرب الخمر و من سائر المعاصي.

و قد سئل مسروق رحمه اللّه تعالى هل لقاتل المؤمن من توبة، فقال: لا أغلق بابا فتحه اللّه تعالى، و قد كان أبو الجوزاء رحمه اللّه تعالى يقول: إن العبد ليذنب فلا يزال نادما حتى يدخل الجنة فيقول إبليس: ليتني لم أوقعه فيه، و كان أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه يقول:

خياركم كل مذنب تواب ثم يتلو [إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ‌][1]، و كان الربيع بن خيثم رحمه اللّه تعالى يقول: لا يقل أحدكم أستغفر اللّه تعالى و أتوب إليه فيكون ذلك ذنبا و كذبا إن لم يفعل، و لكن ليقل اللهم اغفر لي و تب عليّ، فقيل له: إن قول العبد أستغفر اللّه قد ورد في السنة فقال ذلك في حق الصادقين اه.

و كان ابن عباس رضي اللّه عنهما يقول: لم يبلغني في كتاب و لا سنة و لا بلغ علمي أن اللّه تعالى قال الذنب لا أغفره، قلت: لعل مراده رضي اللّه عنه عدم ورود هذا اللفظ بخصوصه، و إلا ففي القرآن‌ [إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ‌][2] فيحمل كلامه رضي اللّه عنه على ذنوب أهل الإسلام كما حمل العلماء قوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً][3] على ذلك.

و قد كان ثابت البناني رحمه اللّه تعالى يقول: ما شرب داود عليه الصلاة و السلام شرابا بعد الذنب إلا ممزوجا بدموع عينيه، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى يقول:

دخلت على جار لي و هو مريض و كان مسرفا على نفسه فقلت يا أخي عاهد اللّه تعالى أن تتوب عسى أن يشفيك فبكى فسمعت قائلا من ناحية البيت يقول: إن كان عهده كعهدك معنا فلا فائدة فيه فإنك عاهدتنا مرارا فوجدناك كاذبا، قال: فغشى عند ذلك على مالك، و كان طلق بن حبيب رحمه اللّه تعالى يقول: إن حقوق اللّه تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد و إن نعمة اللّه تعالى أكثر من أن يحصوها، و كان ذو النون المصري رحمه اللّه تعالى يقول: إن اللّه تعالى رزقنا فوق قدرتنا و كلفنا دون قوتنا فلم نكتف بما رزقنا من القوت و لم نبذل قوتنا فيما كلفنا، و كان مجاهد رحمه اللّه تعالى يقول: من لم يتب كل صباح و مساء فهو من الظالمين، و قد قيل للحسن البصري رحمه اللّه تعالى ماذا تقول فيمن يتوب ثم ينقض ثم يتوب ثم ينقض و هكذا، قال: ما أراه إلا مؤمنا فعل أخلاق المؤمن.


[1] -سورة البقرة: الآية 222.

[2] -سورة النساء: الآية 48.

[3] -سورة الزمر: الآية 53.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست