responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 203

و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى يقول: لو أن مناديا ينادي بباب المسجد ليخرج شركم رجلا ما سبقني أحد إلى الباب إلا أن يكون له فضل قوة عليّ ا ه، و كان حاتم الأصم رحمه اللّه تعالى يقول: لا يخرج اللّه تعالى المتكبر من الدنيا حتى يريه الهوان من أرذل خدمه و جيرانه و يتمرغ في بوله و قذره قبل الموت.

و كان أبو تراب النخشبي رحمه اللّه تعالى يقول: تحقير الفقير هو عين الكبر و كذلك الوقوع في حق الفقراء من أخلاق الكلاب، و قد دخل أبو سلمان يوما على عبد الملك رحمهما اللّه تعالى فوقف بعيدا، فقال له: لما وقفت بعيدا يا أبا سلمان، فقال: لأن أدعى من بعيد أحب إليّ من أدفع من قريب، و كان عمر بن عبد العزيز قبل أن يلي الخلافة رحمه اللّه تعالى يلبس الحلة بألف دينار و يقول ما أجودها لو لا خشونة فيها، فلما استخلف كان يلبس الحلة بخمسة دراهم و يقول: ما ألينها و أجودها، فقيل له في ذلك فقال: إن نفسي كانت تطلب الرفعة فلما وليت الخلافة و هي أرفع مقام عند أهل الدنيا طلبت نفسي ما عند اللّه تعالى زهدت في الدنيا اه.

قالوا: و كان رضي اللّه عنه لا يسجد على فرش بل على التراب، و كان عبد اللّه الرسمي رحمه اللّه تعالى يقول: لم يفرض اللّه تعالى الركوع و السجود بالأصالة إلا على المتكبرين مثلي و مثل فرعون و نمروذ و أنو شروان، و كان يحيى بن خالد رحمه اللّه يقول: الشريف إذا تعبد تواضع بخلاف الدني‌ء، و قد كان أبو هريرة رضي اللّه عنه و هو أمير المدينة في أيام مروان يحمل حزمة الحطب من السوق على رأسه و يمشي و يقول أوسعوا لأميركم.

و كان أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه يسرع في المشي و هو يقول: هو أبعد من الزهو و العجب و أسرع إلى قضاء الحاجة، و كان عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه يخدم الضيف بنفسه و يصلح له السراج في الليل و لا ينبه أحدا من الخدم، و في الحديث أن سليمان بن داود عليهما الصلاة و السلام لم يرفع طرفه إلى السماء تخشعا مع ما أعطي من الملك حتى قبضه اللّه تعالى، و في الحديث أيضا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يأكل مع الخادم و يطحن معها إذا أعيت، و كان صلى اللّه عليه و سلم لا يمنعه الحياء أن يحمل بضاعته من السوق إلى أهله، و كان صلى اللّه عليه و سلم يصافح الغني و الفقير، و لما حج صلى اللّه عليه و سلم و رمى جمرة العقبة لم يكن بين يديه ضرب و لا طرد و لا اليك اليك.

و كان يحيى بن معاذ رحمه اللّه تعالى يقول: التكبر على من تكبر عليك بماله تواضع للّه عز و جل، و كان بشر الحافي رحمه اللّه تعالى يقول: حج عيسى عليه الصلاة و السلام من‌

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست