responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 174

رحمه اللّه تعالى عن المروءة فقال: هي ترك ما يعاب به عند اللّه و عند خلقه، و قد أجمع السلف على وجوب المروءة و الفتوة في طريق القوم و أن تركهما من أخلاق المنافقين، و في الحديث: [و سيأتي على الناس زمان تقصر فيه المروءة و تدق فيه الأخلاق و يستغني فيه الرجال بالرجال و النساء بالنساء فإذا وجد ذلك فلينتظروا العذاب صباحا و مساء]، و قد سئل عمرو بن العاص رضي اللّه عنه عن المروءة ما هي؟ فقال: هي عرفان الحق و تعاهد الإخوان بالبر.

و كان السري السقطي رحمه اللّه تعالى يقول: المروءة هي صيانة النفس عن الأدناس و عن كل شي‌ء يشين العبد بين الناس و إنصاف الناس في جميع المعاملات فمن زاد على ذلك فهو متفضل، و كان ربيعة رضي اللّه عنه يقول: المروءة في السفر هي بذل الرجل الزاد و قلة خلافه على الإخوان و عدم المزاج معهم، و كان بعضهم يقول ليس من المروءة أن يربح التاجر على صديقه.

(قلت) بل المروءة في التاجر رضاه بالربح اليسير لا ترك الربح بالكلية لأن موضع التجار إنما هو للربح دنيا و أخرى فيأخذ من صديقه الربح اليسير الذي لا يرضى به غيره من التجار الأجانب أي لا يقنع به، فإن من باع بغير ربح افتقر و ركبه الدين و اللّه تعالى أعلم، و قد سئل أبو عبد اللّه محمد بن عراق رحمه اللّه تعالى عن المروءة ما هي؟ فقال: هي أن لا تفعل فعلا تستحي من ظهوره في الدنيا و الآخرة.

و كان أبو هريرة رضي اللّه عنه إذا سئل عن المروءة يقول: هي الغداء و العشاء في أفنية الدور لا في داخلها، و قد كتب الحسن بن كيسان رحمه اللّه تعالى على باب داره رحم اللّه من دخل فأكل، و كان السلف إذا استعار أحدهم قدرا يطبخ فيه ردها ملآنة طعاما و ربما ملأها صاحبها طعاما ثم أعارها لمن طلبها و يقول كرهت أن أعيرها لأخي فارغة، و قد سئل الأصمعي رحمه اللّه تعالى عن المروءة فقال: هي طعام موضوع و لسان حلو و مال مبذول و عفاف معروف و أذى مكفوف اه.

فاعلم ذلك يا أخي فقد سمعت مقال سلفك عن المروءة فاعمل عليها و كن يا أخي متشبها بأهل المروءات و إن لم تكن منهم حقيقة، و الحمد للّه رب العالمين.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست