responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 111

و كان يونس بن عبيد رحمه اللّه تعالى يقول: ما ثم اليوم أقل من درهم طيب و لو وجدناه لاستشفينا به مرضانا، و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: دين الرجل حيث رغيفه من حل و إن أهل بيت يوجد على مائدتهم الآن رغيف من حل لغرباء في هذا الزمان، و كان عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما يقول: كسب الحلال أشد على المؤمن من نقل جبل إلى جبل، و قد كان وهيب بن الورد رحمه اللّه تعالى يقول: إن لم ير العبد الحلال في زمانه كالميتة للمضطر و إلا هلك.

و قد سمع الحسن بن علي رضي اللّه عنهما يقول: اللهم ارزقني حلالا صافيا، فقال له يا هذا سل ربك رزقا لا يعذبك عليه، فإن الحلال الصافي إنما هو رزق الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، و كان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى كثيرا ما يعمل إلى آخر النهار فإذا أعطوه أجرته نظر إليها و قال لأصحابه: إني أخاف أن أكون لم أبذل قوتي كلها التي طلبها مني صاحب الزرع ثم يتركها و يذهب طاويا تلك الليلة، و كان يرى الحضور مع اللّه تعالى في عمل الحرفة شرطا للحل، و كل شي‌ء عمله بلا حضور لا يأخذ له أجرة.

و كان سعد بن كدام رحمه اللّه تعالى يقول: لا أعرف اليوم بقى من الحلال إلا ما يشربه الرجل من الدجلة أو النيل بكفه قال: و طلب رجل الحلال فما صفا له إلا الحشيش الذي على حافات الأنهار فصار يأكل منه حتى اخضر جلده ثلاثين سنة، فإذا هو بهاتف يقول له الآن قد صفا لك أكل الحشيش و خلصت من الحرام، قال: و امتنع بعضهم من الأكل مما يدخل أيدي بني آدم ثم ذهب إلى البرية يأكل من حشيشها فنودي في سره هب أنك تتورع من اليوم فما تفعل في القوة التي اكتسبتها حتى مشيت إلى هنا فانظر من أين حصلتها.

(و قد سئل مالك بن دينار) رحمه اللّه تعالى عن نبيذ الجرار، فقال للسائل: ويحك انظر إلى الثمر من أين هو قبل أن ينبذ في الماء، و كان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى يقول: رأيت عابدا يقوم إلى الصلاة بثقل فنظرت فإذا هو من عدم صفاء مأكله و لو أنه أكل حلالا لم يحصل له ثقل.

و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى إذا ذهب إلى وليمة أخذ منها رغيفا يأكل منه فإذا قال له صاحب الوليمة هلا نأكل من خبزي يا سيدي يقول له: إنك تدري خبزك من أين هو، و أنا أدري خبزي من أين هو فكل واحد يأكل مما يدري. (قلت) و ممن أدركته من أصحاب هذا المقام سيدي الشيخ محمد بن عنان كان رحمه اللّه تعالى إذا دعي إلى وليمة يأخذ منها رغيفا يأكل منه إذا نصب السماط.

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست