responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 105

على اسم نفسه تسكينا للاضطراب الذي ربما يقع في قلب العائلة إذا لم يكن عندهم شي‌ء يأكلونه، فربما وقع أحدهم في سوء الظن بربه عز و جل و قال بعضهم ربما ادخر القوت الذي علم من طريق كشفه أنه رزقه و لا يصح لأحد غيره أن يتناول منه شيئا، و لكن قد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: من كمال العارف إذا أطلع على أن الشي‌ء الفلاني من رزقه أن لا يخزنه بل يصبر حتى يأتيه في الوقت الذي جعله اللّه تعالى فيه إيثارا لفراغ اليد من الدنيا على إمساكها إذا لا فائدة للادخار اه.

و قد سمعت الشيخ عليا النبتيتي البصير رحمه اللّه تعالى يقول: من شرط من يجتمع بالخضر 7 من الأولياء أن لا يدخر قوت غد فمن خبأ قوت غد لم يجتمع به و لو كان على عبادة الثقلين، قال: و من شأن الخضر 7 أن يأتي للعارفين في اليقظة و للمريدين في المنام لأن المريد لا يقدر على صحبته يقظة فلذلك يأتيه مناما يعلمه الآداب التي جهلها.

و قد كان أبو عبد اللّه اليسرى أحد رجال الرسالة رحمه اللّه تعالى يجتمع به يقظة و يحادثه طويلا ثم انقطع عنه بعد ذلك في اليقظة و صار يأتيه في المنام، قال: فسأله عن سبب انقطاعه عنه يقظة؟ فقال له: نحن لا نصحب من يخبأ رزق غد و أنت قد قلت لزوجتك في الوقت الفلاني خذي هذا الدرهم فاجعليه على الرف إلى غد، فقال أبو عبد اللّه صحيح ذلك و لكني تبت إلى اللّه تعالى عن الادخار، قال: و بعد ذلك لم يأته في اليقظة إلى أن مات كما أخبر عن نفسه في مرض موته رحمه اللّه تعالى، و كان أويس القرني رحمه اللّه تعالى يقول: لا يقبل اللّه من عبده عملا و هو يهتم بأمر رزقه إذ المهتم بأمر رزقه متهم للّه عز و جل و المتهم لربه لا يرفع له عمل.

(قلت) قد يهتم العبد لرزقه و يسعى في طلبه بكل وجه اهتماما بأمر اللّه تعالى بالكسب لا شكا في أنه يضيعه و على ضد ذلك يحمل كلام أويس رضي اللّه عنه. (و قد قيل) مرة لأبي يزيد البسطامي رحمه اللّه تعالى أنت من أين تأكل و تشرب، فقال: من حيث يرزق اللّه الذبابة و البعوضة أفتراه يطعمها و ينسى أبا يزيد، قال: و صلى خلف إمام مدة فسأله الإمام يوما و قال: إني أراك لا كسب لك فمن أين تأكل؟ فقال له أبو يزيد: دعني أعيد الصلاة التي صليتها خلفك ثم أجيبك فإنك لا تعرف اللّه تعالى و لا تصح صلاة من لم يعرف اللّه سبحانه و تعالى.

(قلت) و هذا لا ينافي حديث [صلوا خلف كل بر و فاجر] لأن الحديث ورد في سد باب‌

اسم الکتاب : تنبيه المغترين المؤلف : الشعراني، عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست