اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود الجزء : 1 صفحة : 60
و
تسبيحا و قرآنا
فأسهده
بمن حاذى
و
أضعفه و أحياه
فلما
لم يقل ماذا
فكان
له الذي يبغي
ه
تلميذا و أستاذا
و
جاءته معارفه
زرافات
و أفذاذا
فهذا
قد أبنت له
فلا
ينفكّ عن هذا
اعلم أيدك اللّه و نورك، أنه أول ما يجب على الداخل في هذه الطريقة
الإلهية المشروعة طلب الأستاذ حتى يجده، و ليعمل في هذه المدة التي يطلب فيها
الأستاذ الأعمال التي أذكرها له، و هي أن يلزم نفسه تسعة أشياء، فإنها بسائط
الاعداد، فيكون له في التوحيد إذا عمل عليها قدم راسخة، و لهذا جعل اللّه الأفلاك
تسعة أفلاك، فانظر ما ظهر من الحكمة الإلهية في حركات هذه التسعة، فاجعل منها
أربعة في ظاهرك و خمسة في باطنك، فالتي في ظاهرك الجوع و السهر و الصمت و العزلة،
فاثنان فاعلان و هما:- الجوع و العزلة، و اثنان منفعلان و هما:- السهر و الصمت، و
أعني بالصمت ترك كلام الناس، و الاشتغال بذكر القلب، و نطق النفس عن نطق اللسان،
إلا فيما أوجب اللّه عليه، مثل قراءة أم القرآن، أو ما تيسر من القرآن في الصلاة و
التكبير فيها، و ما شرع من التسبيح و الأذكار و الدعاء و التشهد و الصلاة على رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، إلى أن تسلّم منها، فتتفرغ لذكر القلب بصمت اللسان،
فالجوع يتضمن السهر، و الصمت تتضمنه العزلة.
و أما الخمسة الباطنة فهي: الصدق و التوكل و الصبر و العزيمة و
اليقين، فهذه التسعة أمهات الخير كله، و الطريقة مجموعة فيها،. فالزمها حتى تجد
الشيخ.
(ف ح 1/ 277)
النفس
اعلم أن للنفس غرضين: ذاتي و عرضي، فالذاتي: هو جلب المنافع و دفع
المضار، و العرضي: هو ما عرض لها من جانب الشريعة، و قد يكون من جانب الغرض، و قد
يكون من جانب ملاءمة الطبع، و قد يكون من جانب طلب الكمال، فكلها في الطريق الذي
نحن بسبيله غير معتبر إلا جانب الشريعة خاصة، فإنها التي وضعت الأسباب الفاضلة،
التي بفعل ما أمرت بفعله، و ترك ما نهت عن فعله، وجبت السعادة،
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود الجزء : 1 صفحة : 60