responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 191

عليّ شعاعا من نورك يكشف لي عن كل مستور فيّ، حتى أشاهد وجودي كاملا، من حيث أنت لا من حيث أنا. فأتقرب إليك بمحو صفتي مني، كما تقربت إليّ بإفاضة نورك عليّ، رب الإمكان صفتي، و العدم مادتي، و الفقر مقومي، و وجودك علتي‌[1]، و قدرتك فاعلي، و أنت غايتي، حسبي منك علمك بجهلي، أنت كما أعلم، و فوق ما أعلم، و أنت مع كل شي‌ء، و ليس معك شي‌ء، قدّرت المنازل للسير، و رتبت المراتب للنفع و الضر، و أبنت مناهج الخير، فنحن في ذلك كله بك، و أنت بلا نحن، فأنت الخير المحض، و الجود الصرف، و الكمال المطلق، أسألك باسمك الذي أفضت به النور[2] على القبول و القوابل، و محوت به ظلم الغواسق، أن تملأ وجودي نورا من نورك، الذي هو مادة كل‌


[1] (*) هذه الجملة تناقض ما نص عليه الشيخ في كتبه، فهو يقول في الفتوحات الجزء الأول ص 262:

أدل دليل على توحيد اللّه تعالى كونه علة في وجود العالم، غير أن إطلاق هذا اللفظ عليه لم يرد به الشرع فلا نطلقه عليه، و لا ندعوه به.

و يقول في الجزء الثاني ص 122: ألا ترى إلى القائلين بحكم العقل كيف جعلوا موجد العالم علة العلل، و العلة تناقض القيومية.

و يقول في الجزء الرابع ص 54: عندي أن العالم هو عين العلة و المعلول، ما أقول إن الحق علة له، كما يقول بعض النظار، ذلك غاية الجهل بالأمر، فإن القائل بذلك ما عرف الوجود و لا من هو الموجود.

و يقول في الجزء الرابع ص 373: الحق عند أهل الملة، لا يصح أن يكون لنا علة، لأنه قد كان و لا أنا، فلماذا تتعنى؟! .. ما قال بالعلة، إلا من جهل الأدلة.

و يقول في الجزء الأول ص 261: العلة تطلب المعلول لذاتها، لذلك نراه رضي اللّه عنه يقول في كتاب التجليات في التجلي رقم 57« تجلي العلة» يقول: رأيت الحلاج في هذا التجلي فقلت له:

يا حلاج هل تصح عندك علة له؟ و أشرت، فتبسم و قال لي: تريد قول القائل: يا علة العلل و يا قديما لم تزل؛ قلت له: نعم؛ قال لي: هذه قولة جاهل، اعلم أن اللّه يخلق العلل، و ليس بعلة، كيف يقبل العلة من كان و لا شي‌ء، و أوجد لا من شي‌ء، و هو الآن كما كان و لا شي‌ء، جل و تعالى؟ لو كان علة لا رتبط، و لو ارتبط لم يصح له الكمال( تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا) قلت له: هكذا أعرفه، قال لي: هكذا فينبغي أن يعرف فاثبت. 1 ه.

[2] - نسخة: الخيرات.

اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست