اسم الکتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى المؤلف : غراب، محمود محمود الجزء : 1 صفحة : 182
عن بابك بخيبة منك و قد وردته على ثقة بك، و
كيف توئسني من عطائك، و قد أمرتني بدعائك، و ها أنا عبدك مقبل عليك، ملتجىء إليك،
باعد بيني و بين أعدائك كما باعدت بين المشرق و المغرب، و اخطف أبصارهم، و زلزل
أقدامهم، [و ادفع عني شرهم و ضررهم][1] و أشغلهم[2] عني بنور قدسك، و جلال مجدك، فإنك
أنت اللّه المعطي جلائل النعم، المبجل المكرم، لمن ناجاك بلطائف الرأفة و الرحمة،
يا حي يا قيوم يا كاشف أسرار المعارف و العلوم ...[3]
و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد للّه رب العالمين.
ورد ليلة الأربعاء
بسم اللّه الرحمن الرحيم
إلهي اسمك سيد الأسماء، و بيدك ملكوت الأرض و السماء، أنت القائم بكل
شيء، و على كل شيء، ثبت لك الغنى، و افتقر إلى فيض جودك الأقدس كل ما سواك ال
«هو»[4] و ال
«أنا» أسألك باسمك الذي جمعت به بين المتقابلات و متفرقات الخلق و الأمر، و أقمت
به غيب كل ظاهر، و أظهرت به شهادة كل غيب، أن تهب لي صمدانية أسكّن بها متحرك
قدرتك، حتى يتحرك فيّ كل ساكن، و يسكن فيّ كل متحرك، فأجدني قبلة كل متوجه، و جامع
شتات كل متفرق، من حيث اسمك الذي توجهت إليه وجهتي، و اضمحلت عنده إرادتي و كلمتي،
فيقتبس كل مني هدى تاما من إمامة الفرد محمد المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم، الذي
لولاه لم تثبت إبانة القبس لموسى 7، يا من هو هو هو يا هو و لا أنا،
أسألك بكل اسم (هو لك)[5] استمد من
ألف الغيب المحيط بحقيقة كل مشهود، أن تشهدني وحدة كل متكبر في باطن كل حق، و كثرة
كل موحد في ظاهر كل حقيقة، ثم وحدة الظاهر و الباطن،