و روي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، عن النبي، صلّى اللّه عليه و
سلم، أنه قال: «أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمه، و أحبوني لحب اللّه، و أحبوا أهل
بيتي لحبي»[2].
و قال اللّه، عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا
أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165].
و بلغني أن اللّه، عزّ و جلّ، أوحى إلى عيسى، 7: «يا عيسى
بحق أقول لك: إني أحبّ إلى عبدي المؤمن من نفسه التي بين جنبيه».
و بلغنا عن الحسن البصري، رضي اللّه عنه: أن ناسا قالوا، على عهد
رسول اللّه، صلّى اللّه عليه و سلم: «يا رسول اللّه إنا نحب ربنا حبا شديدا فجعل
اللّه تعالى لمحبته علما و أنزل»، عزّ و جلّ:
فمن صدق المحبة: اتباع الرسول، صلّى اللّه عليه و سلم، في هديه، و
زهده و أخلاقه، و التأسي به في الأمور، و الإعراض عن الدنيا و زهرتها و بهجتها،
فإن اللّه، عزّ و جلّ جعل محمدا، صلّى اللّه عليه و سلم، علما و دليلا و حجة على
أمته.
و من صدق المحبة للّه تعالى، و إيثار محبة اللّه، عزّ و جلّ، في جميع
الأمور على نفسك و هواك، و أن تبدأ في الأمور كلها بأمره قبل أمر نفسك.
و بلغنا أن موسى، 7، قال: «يا رب أوصني».
قال اللّه، عزّ و جلّ: أوصيك بي.
قال: يا رب كيف توصيني بك؟
قال: لا يعرض لك أمران! أحدهما لي، و الآخر لنفسك، إلا آثرت محبتي
على هواك.
[1] - انظر حديث القشيري عن المحبة في رسالته ص 317-
329.
[2] - أخرجه الترمذي في( السنن 5/ 664)، و الطبراني في(
المعجم الكبير 10/ 342)، و البخاري في( التاريخ الكبير 1/ 183)، و ابن الجوزي في(
العلل المتناهية 1/ 266)،( فضائل 1952).